اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين الفائت، مصلّى باب الرّحمة في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى بمدينة القدسالمحتلة، وتزامن ذلك اقتحام أكثر من مائة مستوطن، صباح الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، ونفّذوا جولات استفزازية تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأقدم أربعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مصلّى باب الرحمة، وعمدوا إلى تصوير المصلّين والموجودين في المصلّى. وتتعرض المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى ومنطقة مصلّى باب الرحمة لاستهداف ممنهج من الاحتلال ومستوطنيه، حيث تؤمّن قوات الاحتلال الاقتحامات اليومية للمستوطنين للمنطقة الشرقية بالتزامن مع إفراغه من المصلّين والمرابطين. وحقّق المقدسيون انتصارًا بفتح مصلّى باب الرحمة في نهاية فيفري 2019، بعد 16 عامًا من إغلاقه من قبل قوات الاحتلال، بهبة شعبية أكدوا فيها أن المصلّى جزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصى المبارك. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية مصلّى باب الرحمة عام 2003، بزعم وجود مؤسسة غير قانونية فيه، وجددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين، إلا أنها أثارت غضب الفلسطينيين، مؤخرا، بإغلاق بوابة حديدية مؤدية إلى المصلّى. ولا تزال سلطات الاحتلال تسعى بشتى الوسائل والطرق لإعادة إغلاقه مرة أخرى، وتحويله لكنيسٍ يهودي عبر إبعاد المصلّين والمرابطين عنه، في محاولةٍ لتفريغه وتنفيذ مخططاتها. ويقع باب الرحمة على السور الشرقي للمسجد الأقصى، ويبلغ ارتفاعه 11 مترا ونصف المتر، وهو باب مزدوج يتكون من بابين هما التوبة والرحمة يوصل إليهما عبر سلالم طويلة. ومن الجهة الأخرى من المنطقة الواقعة خارج السور، تقع مقبرة باب الرحمة الإسلامية التي دُفن فيها العديد من صحابة الرّسول محمّد عليه الصّلاة والسّلام، من أبرزهم عُبادة بن الصّامت وشدّاد بن أوس رضي الله عنهم. وتواصل قوات الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلّين للمسجد الأقصى، وتدقق في هوياتهم، وتحتجز بعضها عند بواباته الخارجية.