توفي صبيحة اليوم البروفيسور في طب العيون حسان لزرق بوهران عن عمر يناهز 99 سنة وهو من مواليد مدينة الحروش بولاية سكيكدة سنة 1922، تحصل على بكالوريا فلسفة سنة 1945. بعد سنة من الدراسة في الجزائر العاصمة فضل دراسة الطب في كلية مونبلييه بفرنسا أين تخرج كمختص في طب العيون سنة 1954. عاد إلى الجزائر والتحق بالثورة وتعرف على زيغود يوسف وعلي كافي وكان على صلة بالمؤرخ والمناضل محمد حربي ابن نفس المدينة خرج مكرها من مدينته بعد مجازر 20 اوت 1955 لتفادي تصفيته من طرف المعمرين الفرنسيين. اختار التوجه نحو الغرب الجزائري أين واصل نضاله كطبيب في المستشفيات " السرية " لجيش التحرير الوطني في وجدة وبركان أين تعرف على عبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين (محمد بوخروبة) وشريف بلقاسم. وعن إطلاق اسمه على عيادة الطب العيون بواجهة البحر بوهران من طرف المواطنين رغم أنه حي يرزق روى لنا القصة على هامش إحدى الندوات بجامعة وهران قائلا " كنا رفقة شريف بلقاسم نتجول بشارع جيش التحرير (واجهة البحر) بوهران عندما رأينا العيادة المختصة وعبرت لرفيقي عن رغبتي عن الاشتغال فيها كطبيب مختص وبقيت القصة في الذاكرة المحلية". كلفه الرئيس الراحل هواري بومدين بتأسيس أول جامعة بوهران وتحويل الثكنة العسكرية الموجودة بالسانية إلى صرح جامعي كأول عميد ثم واصل عمله بفتح جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف المصممة من طرف مهندس معماري ياباني وفي سنة 2014 حظي بتكريم الإمبراطور الياباني تكريما لمجهوداته لتوطيد العلاقات بين البلدين. عاش حياة الكفاف والعفاف وسط عائلته المتكونة من أربع بنات وولد من بينهم بنت استلمت مشعل طب العيون لتواصل مساره لصالح الجزائر والبشرية جمعاء. للتذكير فإن تشييع جنازة الفقيد ستكون اليوم بمقبرة عين البيضاءبوهران في جناح المجاهدين والشهداء عرفانا بتضحياته من أجل الوطن و من صدف التاريخ أن تتزامن وفاته مع زيارة وزير المجاهدين ووزير التعليم العالي و البحث العلمي لوهران في نفس الوقت لحضور الجنازة.