بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي اليوم الاحد ، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تطورات الأزمة الأوكرانية. وذكرت الرئاسة الفرنسية ، في بيان، أن الاتصال جاء في إطار "آخر المحاولات والجهود الدبلوماسية الضرورية لتفادي صراع كبير في أوكرانيا"، دون الكشف عن باقي المواضيع التي تطرق إليها الرئيسان. وكان الرئيس الفرنسي قد اجتمع مع نظيره الروسي في السابع من فبراير الماضي في موسكو، في قمة تم خلالها مناقشة الضمانات الأمنية والعلاقات الروسية - الأوكرانية وتوسع حلف شمال الأطلسي /الناتو/. وجاءت آخر المحاولات الدبلوماسية لماكرون بعد أن دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين لبلاده إلى وقف ما أسماه "سياسة الاسترضاء" تجاه موسكو، مؤكدا، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونخ للأمن يوم أمس، أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها مهما كان حجم القوات المهاجمة، وسواء تلقت دعما دوليا أو لا، تاركا في نفس الوقت الباب مفتوحا في وجه الحوار والبحث عن مفتاح لتسوية الصراع وفقا لأي طريقة ممكنة. يذكر أن درجة التوتر بين موسكو والعواصم الغربية في ارتفاع متواصل، في ظل كشف تقارير استخباراتية امريكية أن روسيا تحشد المزيد من قواتها على الحدود مع جارتها أوكرانيا تمهيدا لغزوها. بيلاروسياوروسيا تواصلان الاختبارات العسكرية على الحدود المشتركة من جهته، أكد وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، اليوم الأحد، أن بلاده وروسيا ستواصلان الاختبارات العسكرية والتدريبات المشتركة بسبب النشاط العسكري قرب الحدود المشتركة للبلدين، والتصعيد في منطقة /دونباس/ شرقي أوكرانيا. وقال الوزير، في تصريحات اليوم، إنه "فيما يتعلق بزيادة النشاط العسكري بالقرب من الحدود الخارجية لدولة الاتحاد وتفاقم الوضع في منطقة /دونباس/، قرر رئيس بيلاروس ونظيره الروسي مواصلة اختبار قوات الرد لدولة الاتحاد". وذكر الوزير أن الدول المتاخمة لبيلاروسيا يتم تزويدها وبكثرة "بأحدث أنواع الأسلحة مع التركيز على الوسائل الهجومية الحديثة"، بالإضافة إلى رفع درجة جاهزية قوات الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل تحسبا لأي "تصعيد في أوكرانيا"، معتبرا أن الغرب "يرفض قبول الخطوط الحمر المحددة من قبل روسيا في هندسة أمن أوروبا، والتي لها أهمية بالنسبة لسكان بيلاروس أيضا". وبدأت روسيا، يوم أمس السبت، تدريبات عسكرية استراتيجية تشمل إطلاق صواريخ باليستية ومجنحة، تحت اسم "الردع الاستراتيجي". وقالت الرئاسة الروسية (الكرملين)، إن الرئيس فلاديمير بوتين أعطى أمرا ببدء التدريبات، وإنه يتابع تفاصيلها مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. وتأتي هذه التدريبات على خلفية التصعيد الحاد في منطقة /دونباس/ جنوب شرقي أوكرانيا، وفي ظل التوتر بين الغرب وروسيا، على خلفية اتهام الغرب لموسكو بالإعداد لغزو أوكرانيا، وتحذيره من عواقب وخيمة في حال أقدمت روسيا على تلك الخطوة.
قال المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديميتري بيسكوف، اليوم الأحد، "إن بلاده لم تكن البادئة بأي هجوم على مدى التاريخ، ولا تريد حتى أن تنطق كلمة "حرب". وأضاف بيسكوف - في مقابلة تلفزيونية اليوم - "نذكّر بأن روسيا لم تهاجم أبدا أي أحد على مدار تاريخها، وروسيا، التي نجت من العديد من الحروب، هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق كلمة حرب، وعلى الغرب التفكير المنطقي، ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة أحد ما؟". وتابع: "عندما يتصاعد التوتر في (دونباس) إلى حدود قصوى، فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها"، مشيرا إلى أن الغرب لم يحث كييف قط على ضبط النفس. وأشار بيسكوف إلى الموقف البناء للرئيس بوتين خلال محادثاته مع القادة الغربيين بشأن أوكرانيا ونقله لمخاوف روسيا إلى الشركاء الغربيين. وفيما يتعلق برد فعل بوتين على الأنباء المتعلقة بمواعيد غزو أوكرانيا، قال بيسكوف:"إن الرئيس بوتين لا يهتم بالتقارير والتصريحات المتعلقة بتواريخ الغزو الروسي المزعومة لأوكرانيا، ولا يعير اهتماما لهذا الأمر"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات استفزازية. وأكد المتحدث الصحفي للكرملين أن ظهور تواريخ ومواعيد مختلفة "للغزو الروسي على أوكرانيا" يدفع كييف إلى حل مشكلة دونباس بالقوة. الاتحاد الأوروبي يؤيد عقد جلسة غير عادية لمجموعة (بوريل) أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس السبت، عن تأييد الاتحاد لمقترح الممثل الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بعقد جلسة غير عادية لمجموعة الاتصال الثلاثية من أجل نزع فتيل التوترات بأوكرانيا. وقال بوريل، في بيان نشر على الموقع الالكتروني للاتحاد، إن "الحشد العسكري الهائل للقوات المسلحة الروسية حول أوكرانيا يبقى مثار قلق بالغ"، داعيا روسيا لسحب "حقيقي" للقوات العسكرية من المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية. وأضاف: "يتفاقم ذلك التصعيد الآن جراء الزيادة في انتهاكات وقف إطلاق النار على طول خط التماس في شرق أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة"، معربا عن إدانة الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأسلحة الثقيلة وعمليات القصف للمناطق المدنية دون تمييز "بما يشكل انتهاكا واضحا لاتفاقيات /مينسك/، والقانون الدولي الإنساني". وطالب المسؤول الأوروبي الحكومة الأوكرانية بضبط النفس في مواجهة "الاستفزازات المستمرة وجهود زعزعة الاستقرار"، مبديا دعم بروكسل لمقترح الممثل الخاص لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، لعقد جلسة غير عادية لمجموعة الاتصال الثلاثية (والتي تضم ممثلين عن أوكرانياوروسيا ومنظمة الأمن والتعاون) من أجل نزع فتيل التوترات". كما أبدى قلق بروكسل "البالغ" من أن تستخدم موجات التصعيد الأخيرة كذريعة لتصعيد عسكري محتمل، مشددا على دعمه لبعثة المراقبين الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي رأى أنها تلعب دورا ضروريا في جهود خفض التصعيد، وطالب بمنحها تفويضا كاملا لممارسة أنشطتها "دون قيود". وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي "لا يرى أي أساس للمزاعم القادمة من المناطق التي لا تسيطر عليها الحكومة في إقليمي /دونيتسك/، و /لوهانسك/ بشأن هجوم أوكراني محتمل"، داعيا روسيا إلى "الانخراط في حوار جاد وإظهار ضبط النفس، وعدم التصعيد". وجدد التأكيد على أن، أي عمل عسكري روسي ضد أوكرانيا" ستكون له عواقب هائلة، وتكلفة حادة في المقابل، بما يتضمن فرض تدابير تقييدية ضد موسكو بالتنسيق مع الشركاء" ، مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها "داخل حدودها المعترف بها دوليا.