أكد الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي مساء يوم الجمعة بمخيم بوجدور للاجئين الصحراويين بأن المؤتمر العاشر لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب يشكل حدثا مفصليا في تاريخ الشعب الصحراوي. وأوضح غالي في كلمة له بمناسبة المؤتمر العاشر لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب المنعقد تحت شعار "الشباب الصحراوي قوة مجندة وواعية لربح المعركة المصيرية "ويحمل اسم الشهيد عثمان عالي بأن الجمع بين تخليد الذكرى التاسعة والأربعين لاندلاع الكفاح المسلح للشعب الصحراوي وعقد مؤتمر هذا التنظيم الشباني يكتنز عميق المعاني وبليغ الدلالات، مضيفا" أن الحديث عن ثورة العشرين ماي يبقى ناقصا ما لم يرتبط بالشباب". وأشار الرئيس الصحراوي إلى أن الشباب الصحراوي يظل محورا قارا في الخطط والسياسات والبرامج والقلب النابض في الجسم الوطني الصحراوي، حيث يأتي ذلك في سياق توجه استراتيجي مبكر وفريد تبنته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يزاوج بين واجهتي التحرير والبناء ويركز على الإنسان أولا باعتباره العامل الأساسي في حسم المعركة المصيرية. وقال الرئيس إبراهيم غالي في كلمته " وليس غريباً أن تحظى قطاعات معينة، إلى جانب الواجهة العسكرية، بعناية خاصة، على غرار التربية والتعليم والتكوين. والدولة الصحراوية تفخر اليوم بما تحقق في ظرف وجيز من عمر الشعوب والأمم في هذا الميدان، وما تتوفر عليه من خريجين وإطارات وكفاءات، في مختلف المجالات والتخصصات". وأضاف " وقد كانت لاتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب مكانة رائدة في هذا السياق، باعتباره رافداً أساسياً من روافد التنظيم السياسي للجبهة، ومنبعاً للطاقات والكفاءات، ومدرسة لتخرج الإطارات المناضلة، الوفية لعهد شهدائها، الملتزمة بمبادئها وبرنامجها ونهجها، والمتشبثة بأهدافها". وأبرز الرئيس الصحراوي أن جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية توليان عناية كبيرة للشباب الصحراوي وتطوير مؤهلاته الثقافية والفكرية وإشراكه بصورة فعالة في مختلف أوجه المعركة التي يخوضها الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال والبناء. وأشار الأمين العام لجبهة البوليساريو أن اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية في 20 ماي 1973 جاء تتويجا لمسار طويل من المقاومة الوطنية الصحراوية عبر فترات زمنية متفاوتة، ومحطات بارزة عديدة على غرار انتفاضة الزملة التاريخية، بقيادة الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري. وبعث الرئيس الصحراوي في كلمته برسالة تضامن ومؤازرة وإشادة إلى أسرى الحرب من المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وفي مقدمتهم أسود ملحمة أقديم إزيك وأبطال انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة. وذكر إبراهيم غالي بأن الاتفاق الوحيد بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية هو خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، المفضية إلى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال وباستعداد الطرف الصحراوي للتعاون مع جهود الأممالمتحدة في هذا السياق. ووجه الرئيس الصحراوي تحية عرفان وتقدير للجزائر شعبا ودولة على مواقفها المبدئية الراسخة إلى جانب الحق والقانون والعدالة ومع ميثاق وقرارات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، "لا تزعزعها الدسائس، المكائد والمؤامرات". ودعا الأمين العام لجبهة البوليساريو الدولة الفرنسية إلى إجراء مراجعة صادقة لموقفها تجاه النزاع في الصحراء الغربية بما ينسجم مع الشرعية الدولية ومع رؤية شاملة، تراعي جميع مكونات المنطقة وتحقق السلم والاستقرار الدائم في ربوعها. ووجه نداء ملحا إلى الاتحاد الأوروبي خدمة للسلام والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والشعوب للتقيد الصارم بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية، مبرزا أن " أي تعاطي أوروبي مع دولة الاحتلال المغربي على أي مستوى وفي أي مجال يمس الصحراء الغربية، أرضا أو بحرا أو جوا هو انتهاك صارخ وفاضح لقرارات محكمة العدل الأوروبية التي أقرت مرارا بأن الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدان منفصلان ومتمايزان. للإشارة تتواصل أشغال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام يتم فيها تبني القانون الأساسي لاتحاد الشبيبة وإجراء الانتخابات لأعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة كما سينتخب المؤتمر أمينا عاما للمنظمة. ويارك في المؤتمر زهاء 500 مندوب عن مختلف امتدادات المنظمة الشبانية ومشاركة ما يزيد عن 150 مدعوا من الأجانب من المنظمات الشبانية في دول العالم حسب اللجنة التحضيرية للمؤتمر.