طالبت المعارضة في إسبانيا بضرورة مثول رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أمام مجلس الشيوخ الإسباني لتقديم توضيح بشأن الإهانة التي تعرض لها البلد إثر الزيارة الأخيرة التي قادته إلى المملكة المغربية يومي 1 و2 فيفري. وجاءت دعوة المعارضة الإسبانية، بعد الانتقادات التي وجهها الحزب الشعبي، وكذلك حزب "فوكس" اليميني القومي المتطرف، لبيدرو سانشيز، واعتبروا عدم لقاء رئيس السلطة التنفيذية الإسبانية بالملك محمد السادس، "إهانة" للإسبان. وعلى ضوء ذلك، طالب تشكيل يميني في جزر الكناري بمثول رئيس الحكومة الإسبانية ووزير خارجيته أمام مجلس الشيوخ لتوضيح وتبرير هذه القضية. وأكد الأمين العام لتحالف جزر الكناري، السيناتور فرناندو كلافيخو، أن "غياب العاهل المغربي عن اجتماع من هذا النوع يسلط الضوء على عدم التوازن في العلاقات بين البلدين". من جهته، اعتبر نائب رئيس حزب فوكس، خورخي بوكسادية، أن خنوع سانشيز للمغرب، يعتبر أكبر دليل على "الابتزاز" الذي تمارسه المملكة المغربية على الحكومة الإسبانية. واعتبر النائب الإسباني، في مؤتمر صحفي من مقر الحزب، أن سانشيز قدم "قربانا" إلى العاهل المغربي مقابل هاتفه النقال، في إشارة إلى زيارة رئيس الحكومة الإسباني إلى الرباط التي وصفتها مدريد ب "رفيعة المستوى". ومعلوم أن الهاتف النقال لبيدرو سانشيز وهواتف عدة وزراء إسبان تم التجسس عليهم من قبل الرباط بواسطة برنامج "بيغاسوس" الصهيوني سابقا، حسب الصحافة المحلية. ولم يسلم بيدرو سانشيز بعد الإهانة التي تعرض لها في المغرب من انتقادات المعارضة ومختلف وسائل الإعلام الاسبانية، من خلال إدانة "خضوعه التام" للجار الجنوبي الذي بدأ بتغيير اسبانيا لموقفها التاريخي من قضية الصحراء الغربية. وحذرت نقابة الحرس المدني الإسباني، التي توقعت فتح معابر سبتة ومليلية الحدوديتين مع المملكة المغربية بموجب اتفاق سانشيز – الرباط، من التدفق الكبير "للمخدرات والمسلحين" خاصة على مستوى مدينة سبتة، بسبب نقص الوسائل البشرية والمادية لمراقبة الأمتعة والمسافرين. وأكدت نقابة الحرس المدني الإسباني أنها "غير مسؤولة" على فتح معابر حدودية جديدة بين المغرب و إسبانيا، محذرة من أن المنطقة تشهد حسبها "تصعيدا كبيرا في خطر دخول المخدرات"، مع "رفع التحذير من خطر المسلحين والإرهاب إلى المستوى الرابع". وذكر الحرس المدني الإسباني أن كل هذا يأتي في الوقت الذي دفعت حكومة سانشيز للمغرب ما قيمته 320 مليون دولار لحماية الحدود الإسبانية من غزو المهاجرين، منتقدة مواصلة سانشيز الوثوق في السلطات المغربية التي أكدت أمام الأممالمتحدة عجزها على حماية حدودها من الهجرة غير الشرعية.