عشرة أيام من التواصل مع الجمهور الكبير والزبون الجزائري خلال فعاليات الطبعة الأولى من المعرض الوطني للمنتجات النسيجية، الألبسة والأحذية، هي فرصة العديد من المنتجين والفاعلين في القطاع لكسب ثقة المواطن في "الملابس الجزائرية"، في مناسبة قد تعوّض ولو جزئيا غياب التواصل ونقص الإشهار لهذه الصناعة المحلية لصالح كل ما هو مستورد من الألبسة والأحذية مهما كان مصدره وجودته. خلال جولة "الخبر" على مستوى أجنحة الصالون المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، وقفت على أحد أبرز النقاط التي تقف أمام تطوير قطاع النسيج الوطني، الذي كان في وقت من الأوقات رافدا من روافد الصناعة الوطنية بفضل المجمعات الكبرى، فلسان حال كل من تحدّثنا معهم من العارضين يقول إن السبب، بصرف النظر عن الإشكالات التي يعاني منها جل المتعاملين الاقتصاديين، هو عدم معرفة الزبون الجزائري بما ينتج محليا، بينما تضاهي جودته السلع المستوردة وقد تفوقه أحيانا. وعلى هذا الأساس، اعتبر غالبية المشاركين في المعرض، هذا الفضاء فرصة لبداية رحلة جديدة شعارها كسب ثقة المواطن في المنتوجات الجزائرية، وهو ما أكد عليه فاتح عمروش، رئيس القسم المكلف بالتظاهرات الاقتصادية لمجمع الجلود والنسيج "جيتاكس"، مشيرا إلى العمل على هذه النقطة عبر العديد من المبادرات للتقرب من الزبون، إحداها هي المشاركة في هذه الطبعة من الصالون، لاسيما وأنها تنظّم قبيل بضعة أيام من حلول عيد الفطر المبارك، إضافة إلى تكريس مبدأ الجوارية والتقرب من المواطن عبر نقاط البيع الأربعون المنتشرة عبر كامل التراب الوطني. وأوضح المتحدث، خلال لقاء جمعه مع "الخبر"، أنّ مجمع "جيتاكس" حريص على المشاركة في جميع التظاهرات خاصة تلك تمكّن من التواصل المباشر مع الزبون لعرض والترويج لمنتجاته على الجمهور الكبير، وأشار إلى أنّها تتميز بجودة عالية تضاهي المعايير العالمية وبأسعار تنافسية بالمقارنة مع المنتجات المستوردة، موضحا أنّ استراتيجية "جيتاكس" تقوم على تحقيق معادلة أفضل جودة بأقل سعر ممكن، خاصة في ظل ضعف القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين. وقال فاتح عمروش في معرض كلامه، إنّ الملاحظ أنّ المواطن بدأ يتعوّد على فكرة "ألبس جزائري"، على الرغم من المنافسة الشرسة من الخارج، مشيرا إلى أنّ قدرات مجمع "جيتاكس" الإنتاجية تمكّنه من تغطية حصة كبيرة من السوق المحلية لطرح منتوج جزائري 100 في المائة، إذ لا يتم اللجوء إلى الاستيراد إلاّ في مادة القطن في شكلها الخام، بينما تتم عمليات التحويل من البداية إلى غاية خروج المنتج النهائي في مصانع المجمع، ويملك 39 مركبا منتشرا على المستوى الوطني، توظّف يد عاملة مؤهلة يفوق عدد مناصب العمل بها 8300 عامل. ماركات العالمية معروفة في مجال الألبسة والنسيج سجلت بداية قصة حب مع الزبون الجزائري، ليس من نافدة الاستيراد، وإنما تحقيقا لشعار "صنع في الجزائر" بأيد جزائرية، هو ما أشار إليه مسؤول قسم التواصل الاجتماعي بعلامة "ديكاتلون"، رفيق بلعابد، عبر إنتاج 28 نوعا من الألبسة في إطار الشراكة مع مجمع "تايال" تتمثل في أقمصة وسراويل موجّهة لمختلف الشرائح، الرجال، النساء والأطفال كذلك. أما عن المشاركة في الطبعة الحالية لصالون النسيج والجلود، قال المتحدث إنها تعتبر فرصة لعرض خبرة العلامة، كونها تقترح منتجات ذات معايير عالمية تستجيب للمقاييس المعمول بها لدى "ديكاتلون" (نفس جودة المواد المستوردة)، مشيرا إلى أن الإقبال الكبير على منتجات العلامة خلال فعاليات المعرض، يجعلها تتمسك بترجمة الشعار الذي تبنّته على أرض الواقع وهو "الرياضة للجميع"، إذ تعتبر "ديكاتلون" أحد العلامات المميزة في مجال الألبسة الرياضية على مستوى العالم، ولكن بمنتجات جزائرية 100 في المائة. وعلى هذا الأساس، قال إن انطلاق إنتاج العلامة في الجزائر يحقق مجموعة من الأهداف، أبرزها تخفيف فاتورة الاستيراد، تطوير قطاع الصناعة النسيجية الوطنية، بالإضافة إلى المساهمة في توفير اليد العاملة واقتراح أسعار منخفضة بالمقارنة مع المنتجات المستوردة، وبالتالي السماح للمواطن بلبس ماركات عالمية معروفة بنفس الجودة ولكن بتكلفة أقل بفضل أيد جزائرية.