اتسعت دائرة الحراك الطلابي الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض للحرب الصهيونية على قطاع غزة، ليغزو مختلف الجامعات الأمريكية والأوروبية، مع انضمام جامعات جديدة لهذه الموجة التضامنية، إذ يستغل الطلبة حفلات التخرج لتمرير مطالبهم. فيما توصلت بعض الجامعات إلى اتفاق مع المحتجين لقطع الروابط مع المؤسسات الأكاديمية الصهيونية، وهو أحد أبرز مطالب الحراك، بينما اقترح أكاديميون في جامعات أخرى بتدريس طلاب القطاع عن بعد. ارتدى عدد من طلاب كلية الحقوق في جامعة كولومبياالأمريكية الكوفية الفلسطينية خلال حفل تخرّجهم، فيما رفض آخرون مصافحة أساتذتهم. وخلال مراسم التخرّج التي أُقيمت في مجمع رياضي بعيد عن حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، ارتدى الطلاب المتضامنون مع فلسطين أثوابًا تحمل ألوان العلم الفلسطيني والكوفية. كما رفعت مجموعة أخرى من الطلاب في منصّة تكريم الخريجين، لافتات تحمل عبارة "وقف إطلاق النار الآن" بغزة. في المقابل، رفض طلاب آخرون مصافحة أساتذتهم خلال حصولهم على وثائق تخرّجهم، في احتجاج صامت على إنهاء مظاهراتهم في الحرم المركزي للجامعة بعنف الشرطة. وألغت إدارة جامعة كولومبيا مراسم التخرّج في الحرم المركزي للجامعة، بسبب الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين. ويأتي ذلك بالتزامن مع مظاهرات واحتجاجات أخرى للتضامن مع فلسطين ضد الممارسات والهجمات الصهيونية، في مراسم للتخرّج بجامعات أمريكية أخرى. كما توصلت إدارة جامعة "جونز هوبكنز" في ولاية ماريلاند إلى اتفاق مع الطلاب لفضّ اعتصامهم المستمر منذ نحو أسبوعين، دعماً لغزة، مقابل قطع الروابط مع المؤسسات الصهيونية، ليبدأ الضغط يؤتي ثماره. وأكد الطلاب أن الاتفاق يتضمن جدولاً زمنياً ملزماً لإدارة الجامعة لقطع جميع روابطها مع الكيان، معتبرين ذلك انتصاراً كبيراً لهم، على غرار ما حدث في جامعات أخرى، مثل "براون"، و"نورث إيسترن". ورغم إنهاء الاعتصام، نظّم الطلاب تظاهرة ومسيرة جديدة إلى منزل رئيس الجامعة للتأكيد على مواصلة حراكهم بأشكال وصيغ مختلفة. وتعد جامعة جونز هوبكنز واحدة من أكثر الجامعات الأمريكية استثماراً في الشركات الصهيونية. يأتي ذلك، بعدما كان عشرات الطلاب قد غادروا حفلاً للتخرج في جامعة "ديوك" المرموقة، يوم الأحد، وأطلقوا صيحات الاستهجان خلال تسليم دكتورا فخرية للممثل الكوميدي جيري ساينفيلد، الذي أعرب عن دعمه للكيان، حسبما أظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، في حلقة جديدة من التحركات المؤيدة لحقوق الفلسطينيين التي تشهدها الجامعات الأمريكية. ويوم 18 أفريل الماضي، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب على غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبياالأمريكية في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الصهيونية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل الشرطة واعتقال أكثر من 2800 شخص، بينهم ما لا يقلّ عن 50 من المدرّسين عبر الجامعات الأمريكية، توسعت حالة الغضب لتمتد إلى جامعات بدول أخرى، في أوروبا وآسيا وكندا وأستراليا، أين تشهد الجامعات هناك مظاهرات ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود الكيان بالأسلحة. وتصدر مطلب وقف التعاون مع الكيان الصهيوني المظاهرات التي عمت عددا من الجامعات الأوروبية، تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة. ففي بريطانيا، رش متظاهرون طلاء أحمر على مبنى "ويتوورث" التاريخي العائد لجامعة مانشستر، احتجاجا على تعاونها مع الكيان. وقالت "مجموعة الطلاء الأحمر" في منشور لها: إن "الطلاء الأحمر يرمز إلى التواطؤ في سفك الدم الفلسطيني"، وأن "جامعة مانشستر - في إطار تعاونها مع الجامعة العبرية في القدس - ترسل طلابها للقيام بأعمال في مستوطنات يهودية، كما أنها تتعاون مع شركة تبيع أسلحة للكيان". وسبق لنشطاء المجموعة أن رشوا الطلاء الأحمر على مباني وزارتي الدفاع والخارجية أيضا، كما أنهم يعرقلون عمل شركات أسلحة من خلال الصعود على الأسطح وقطع الطرق. وإلى جانب جامعة مانشستر، بدأ طلاب في جامعات نيوكاسل، وبريستول، ووارويك، وليدز، وشيفيلد، وشيفيلد هالام، تنظيم فعاليات تشمل وقفات ونصب خيام داخل المباني الجامعية وحولها، معبرين عن دعمهم لنظرائهم المحتجين بدول أخرى، مطالبين إدارات جامعاتهم بإنهاء التعاون مع الشركات التي تزود الكيان بالأسلحة. وفي هولندا، واصل طلاب جامعات أمستردام، وأوتريخت، وليدن ورادبود، احتجاجاتهم المتزامنة ضد الحرب على قطاع غزة، مطالبين إدارات جامعاتهم بوقف التعاون مع المؤسسات الداعمة للكيان. واحتج الطلاب والأكاديميون المشاركون في المظاهرات على مواقف إدارات جامعاتهم تجاه ما يحدث بحق الفلسطينيين في غزة، ومواصلتها التعاون مع مؤسسات وشركات داعمة للكيان. كما ندد المتظاهرون بعنف الشرطة الهولندية في أثناء فض الاحتجاجات الطلابية واعتقال العشرات من الطلبة والأكاديميين. وفي سويسرا، اتسعت رقعة الاحتجاجات الجامعية على الحرب الصهيونية، لتشمل جامعات بازل، وبرن، وفريبورغ ونوشاتيل، بعد احتجاجات مشابهة في جامعتي لوزان وجنيف. وطالب المحتجون الذين أطلقوا شعارات مساندة لفلسطين، وأخرى مناهضة للكيان، بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الداعمة للصهاينة، كما دعوا جامعاتهم إلى تبني موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة. وفي اليونان، احتشد المتظاهرون، أول أمس، خارج المبنى المركزي لجامعة أثينا في العاصمة اليونانية مرددين هتافات، منها "الحرية لفلسطين.. الحرية لغزة". ولوّح المتظاهرون بالعلم الفلسطيني منددين بالعدوان الصهيوني على غزة، وبعزم جيش الاحتلال اجتياح رفح، معتبرين ذلك حلقة جديدة في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني.