يبدو أن شبح النتائج السلبية لم يعد مقتصرا على البطولة فحسب فقد توقّفت مسيرة وداد تلمسان في الدور الرّبع نهائي من كأس الجمهورية، بعدما مُني الفريق بهزيمة أقلّ ما يقال عنها أنها قاسية و مخيّة للآمال تفاصيلها ثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم في المباراة التي احتضنها أول أمس ملعب الحبيب بوعقل، و التي لم يُقدّم فيها أشبال المدرب عبد الكريم بن يلس الشيء الكثير طوال التسعين دقيقة، حيث ظهروا بوجه باهت و من دون روح مقارنة بأصحاب الأرض، الذين دخلوا أرضية الميدان بلا مُقدّمات و قد نجحوا في الوصول إلى شباك الحارس معزوزي في ثلاث مناسبات كاملة. الداربي لم يف بوعوده و سيناريو البطولة يتكرّر ببوعقل و في قراءة لمجريات هذه المباراة، فإننا نجد أن التشكيلة التلمسانية تحمّلت عبء المواجهة منذ البداية أمام الحملات الهجومية لكتيبة «الحمراوة»، و هو ما جعل الداربي لا يفي بوعوده كما كان منتظرا، ففريق يهاجم و فريق يدافع إلى أن تمكّن المهاجم عواد من فتح باب التسجيل في الدقيقة ال22 قبل أن تترجّح الكفة كُليّا في الشوط الثاني ليتكرّر بذلك سيناريو لقاءات البطولة بملعب الحبيب بوعقل، الذي أعلن انهيار الدفاع في وقت مبكّر في الوقت الذي لم تستطع فيه القاطرة الأمامية الرد بأكثر واقعية للعودة في النتيجة. التشكيلة الزيانية كانت خارج الإطار و المباراة حُسمت في شوطها الأول كما أن المباراة حُسمت في شوطها الأول و كأنّ عناصر الوداد استسلمت لهدف السبق رغم أن الوقت كان كافيا لإعادة الأمور إلى نصابها، لكن جاءت الرّياح بما لا يشتهي الطاقم الفني بعد توسّع الفارق إلى ثلاثة أهداف مقابل هدف الشرف لسامر في الدقيقة ال72 علما أن التشكيلة الزيانية كانت خارج الإطار إلى درجة أن الخسارة كانت مُرشّحة لتكون أثقل بحكم الفرص التي أتيحت ل«الحمراوة». اللاعبون اصطدموا بالأمر الواقع قبل محلية البطولة يمكن القول أن لاعبي الوداد اصطدموا بالأمر الواقع بعد هذا السقوط المدوي أمام المولودية كأوّل فريق من القسم الأول بعدما كان التأهل في الأدوار السابقة أمام كل من مولودية باتنة، جيل عزابة و أمل عين مليلة، فحافز المشاركة في مباراة بحجم داربي و حلاوة تنشيط المربع الذهبي إلى جانب التحفيزات المالية التي سُخّرت مقابل ذلك لم تشفع في وضع حدّ لسلسة النتائج السلبية وتجديد العهد مع الانتصارات التي غابت عن الفريق منذ ما يفوق ثلاثة أسابيع. عقدة الربع نهائي تُلازم الوداد هذا و لا تزال عقدة الربع نهائي تُلازم الوداد الذي عجز عن تخطّيها منذ موسم 2008 الذي بلغ فيه المباراة النهائية، فالموسم الماضي كان الخروج من سباق الكأس في عقر الدار على يد شباب قسنطينة، فيما جاءت نهاية المغامرة أوّل أمس أشدّ وطأة خصوصا و أنها كانت أمام الغريم التقليدي فريق مولودية وهران الذي لطالما عانى في مواجهات السابقة للوداد في جلّ خرجات منافسة السيدة الكأس. حلم الوصول إلى المربّع الذهبي يتبخّر و «الحمراوة» كسبوا الرّهان قبل نهائي البطولة أمام هذه الحقائق، يُمكن القول أن حلم الوصول إلى المربع الذهبي تبخّر بصفة رسمية، فلا التاريخ أعاد نفسه و لا الفريق ردّ الاعتبار و ثأر لنفسه من نكسات البطولة فضلا على خسارة الرّهان أمام كتيبة الحمراوة قبل المحلية المنتظرة برسم الجولة الأخيرة لأنها قد تكون مصيرية في تحديد وجهة كل طرف سواء البقاء في القسم الأول أو العودة إلى جحيم القسم الثاني. الأنصار على وقع الصدمة و مباراة الساورة فرصة الحظ الأخير لإنقاذ الموسم لم تمرّ هزيمة الكأس أمام المولودية الوهران مرور الكرام على الشارع الرياضي لمدينة تلمسان و في مقدّمتهم الأنصار الذين ما زالوا تحت الصدمة من توديع منافسة كانت في وقت قريب حكرا على الوداد قبل أن تتحوّل إلى مسرحا للسقوط بثلاثية، فرغم مرارة الإقصاء إلاّ أن الجميع تحسّر أكثر على المردود المُقدّم والتراجع الرهيب لمستوى اللاعبين في مباراة لا تستند للمعطيات السابقة. باي باي الكأس… و الشدّة في البطولة لم يكن أكثر المتشائمين ينتظر توديع كأس الجمهورية بهذا السيناريو الذي له عدّة دلالات و حقائق، لكن الشدّة تبقى في البطولة و في ضمان ورقة البقاء قبل ستّ جولات من إسدال الستار عنها علما أن سفرية الساورة برسم الجولة ال26 ستكون بمثابة فرصة الحظ الأخير لإنقاذ الموسم و احتواء الأزمة عبر العودة بنتيجة لا تقلّ عن الفوز من ملعب 20 أوت ببشار. الوداد أمام أسبوع الحسم و الأنصار بين مُتفائل و مُتشائم أمام هذه المعطيات و أخرى، سيكون الوداد أمام أسبوع الحسم في الدوري، حيث أن أي خطأ في موقعة الجنوب من شأنه كتابة شهادة الوفاة في حظيرة الكبار، و هو ما يجعل الأنصار ما بين مُتفائل و مُتشائم من تحقيق هدف البقاء.