لم تمرّ هزيمة لياسما مرور الكرام على الشارع الرياضي بمدينة تلمسان و في مقدّمتهم الأنصار الذين اجتاحوا ملعب العقيد لطفي عشية أول أمس على هامش حصة الاستئناف و أمطروا اللاعبين بوابل من الشتائم، مُحمّلينهم المسؤولية كاملة فيما وصل إليه الفريق، خصوصا و أن كل الظروف كانت مُواتية لتجديد العهد مع الانتصارات من بوابة لقاء الجمعة و لعلّ أساسها عاملا الملعب و الجمهور، فامتلاء المدرجات بأعداد غفيرة رغم نكستي العلمة و الشلف لم يشفع في تخطّي عقبة كتيبة «سوسطارة» التي نجحت في امتصاص غضب مشجّعيها و كأن تلمسان باتت محطّة عبور وفرصة لعودة عديد الأندية إلى الواجهة كما كان عليه الشأن مع الساورة، الكاب، سطيف و سقطات أخرى علما أنها الخسارة السادسة في عقر الدار هذا الموسم. هزيمة «لياسما» النقطة التي أفاضت الكأس كما أن هزيمة «لياسما» هذه كانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس لأن الوداد و رغم توالي إخفاقاته إلاّ أن تضييعه للنقاط الثلاث يُعدّ تعبيدا لطريق السقوط إلى الدرجة الثانية بالنظر إلى طبيعة الرزنامة المتبقية ووجوب حصد ما لا يقلّ عن 13 نقطة من مجموع 18 نقطة ممكنة لضمان البقاء و في حال أي تعثّر داخل أو خارج الديار فسيكون توديع بطول الأضواء حتمية لا مفرّ منها، و هنا نعود إلى مدى الذنب المقترف بإهدار 24 نقطة داخل أصوار القلعة الزرقاء. الأنصار طالبوا بتحقيق التأهّل إلى المربع الذهبي والفوز على الساورة و إلى جانب عبارات الاستهجان التي عرفتها حملة الأنصار فإنهم بالمقابل طالبوا بتخطّي عقبة مولودية وهران و تحقيق التأهّل إلى المربّع الذهبي مع ضرورة العودة بنقاط الفوز من الساورة برسم الجولة ال25 من البطولة كخطوة أولى في مشروع البقاء، و قد توعّد رجال المدرجات في حال الإخفاق في المواعيد الرسمية القادمة. المسيّرون لم يسلموا من موجهة الغضب و سمعوا ما لا يرضيهم هذا و لم يسلم المسيّرون من موجة غصب الأنصار خلال حصة الاستئناف، حيث سمعوا ما لا يرضيهم كما حُمّلوا بدورهم مسؤولية النتائج السلبية و تواجد الفريق في المراتب الأخيرة مند انطلاقة الموسم بسبب سياسة «البريكولاج» و كذا الكيل بمكيالين في التعامل مع الحالات الانضباطية التي تفشّت في الفريق في المدة الأخيرة ، فضلا عن عجزهم على توفير السيولة المالية لتسديد مستحقّات اللاعبين في آجالها المحددة ووفقا للوعود المقدمة في وقت سابق. الحركية التي عرفها المكتب المسير لم تحلّ المشكل المالي بالرغم من الالتفاف حول الفريق و الحركية الكبيرة التي عرفها البيت المسير في المباراة الأخيرة التي شهدت حضورا مكثّفا إلاّ أن ذلك لم يحلّ المشكل المالي و الذي سيبقى يُلازم التشكيلة الزيانية حتى ما بعد نهاية الدوري، فالرئيس بن تشوك الذي منح ضمانات من هذا الجانب بعد اعتلائه كرسي الرئاسة لم يُغيّر المشهد المالي شيئا بل بالعكس فقد تضاعفت حدّة الأزمة بدليل عجزه عن تسديد حتى راتب شهري واحد. الأمور كادت أن تأخذ منعرجا خطيرا لولا تدخّل بن يلس كادت أن تأخذ حالة التصعيد التي ميّزت الحصة الأولى لهذا الأسبوع ومحاولة مجموعة الأنصار اقتحام أرضية الميدان منعرجا خطيرا لولا تدخل المدرب عبد الكريم بن يلس و طاقمه الفني ممثلا في المساعد خريس ومدرب الحراس بن يمينة الذين عملوا على احتواء الأزمة و حاولوا تهدئة المناصرين، مُؤكّدين أن المسؤولية لا يتحمّلها اللاعبون لوحدهم و حظوظ بقاء الفريق ضمن فرق النخبة لا تزال قائمة في ظلّ بقاء ست جولات في المزاد ثلاث منها بملعب العقيد لطفي أمام كل من شباب قسنطينة، اتحاد بلعباس و مولودية وهران. نحو إجراء الحصص بدون جمهور من المرتقب أن يلجأ الطاقم الفني إلى إجراء الحصص المتبقية لهذا الأسبوع بدون جمهور لتفادي الدخول في متاهات جديدة و لإبعاد عناصره عن الضغوطات قُبيل أيام معدودة من سفرية الباهية في إطار مباراة الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية و عينه على تحقيق المبتغى المنشود و استعادة نشوة الانتصارات التي غابت عن الأجندة منذ لقاء الحراش.