عجز وداد تلمسان مرة أخرى عن وضع حد لسلسة نتائجه السلبية بعدما سجّل تعادلا بطعم الهزيمة في عقر الدار أمام شباب قسنطينة ليرهن بذلك كل حظوظه في لعب ورقة البقاء، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع تحقيق الانتفاضة أمام فريق ليس لديه ما يلعب عليه هذا الموسم كما كان منقوصا من أبرز عناصره إلاّ أن ذلك لم يتجسّد على أرض الواقع و كم كانت خيبة الأمل كبيرة سواء داخل البيت التلمساني أو في المحيط الرياضي و في مقدمتهم الأنصار الذين كانت قلوبهم مشدودة إلى ملعب العقيد لطفي طيلة التسعين دقيقة في ظل حرمانهم من الجلوس على المدرجات بسبب عقوبة الرابطة الوطنية قبل أن يصطدموا بحقيقة التعثّر الذي أمضى بصفة مباشرة على شهادة وفاة الفريق في القسم الأول . التشكيلة لم تُقدّم ما يستحق الذكر أمام فريق مثخن بالمشاكل و بالعودة إلى وقائع هذه المباراة فإن التشكيلة الزيانية لم تُقدّم ما يستحق الذكر و كأنها غير مُهدّدة لا من قريب و لا من بعيد بشبح الهبوط، فإذا كان الشوط الأول للنسيان فإن المحاولات التي عرفتها المرحلة الثانية كانت متباعدة وبتحصيل حاصل إن صح التعبير في ظل غياب اللحمة الجماعية و الإرادة في صنع الانتصار أمام كتيبة المدرب روجي لومير المُثخنة بالمشاكل فضلا على أن حضورها إلى تلمسان كان من أجل الحضور بعد عدول اللاعبين في آخر لحظة عن قرار المقاطعة. عقدة النتائج السلبية متواصلة حتى في غياب الضغط كما أن عقدة النتائج السلبية تواصلت للجولة الخامسة على التوالي حيث أن غياب الأنصار عن المدرجات و اللعب من دون ضغط لم يشفع لزملاء سفيان مباركي في تخطي عقبة «السي آس سي» التي لعبت بأقل جهد و بنسق شبيه بالمباريات الودية و هو ما جاء ليُبطل فرضية تأثّر اللاعبين بموجة غضب المدرجات و هنا نفتح عديد الأقواس ونطرح الكثير من التساؤلات عمّا كان يدور في عقول جل اللاعبين بعدما أهدروا فرصة من ذهب لبعث حظوظهم في لعب ورقة البقاء. هيبة بير وانة ضاعت مع مرور الزمن و يمكن القول أن هيبة ملعب بيروانة و سمعة الفريق ضاعت مع مرور الزمن إذ أصبحت تلمسان قبلة لكل من يريد أن يتجاوز مرحلة فراغه أو يعود إلى الواجهة كما حدث مع وفاق سطيف، شباب باتنة، إتحاد العاصمة و أخيرا شباب قسنطينة الذي كاد أن يعود بالزاد كاملا لولا الفرص التي مرّت بردا و سلاما على مرمى الحارس رفيق معزوزي في الشوط الثاني. الوداد منح الكاب فرصة العودة إلى سباق البقاء وأغرق نفسه في المؤخرة هذا و كان الوداد قد منح الكاب فرصة العودة إلى السباق مجددا و هو الذي فقد كل آماله و بدأ يعدّ أيامه الأخيرة في القسم الأول إلاّ أن فوزه المفاجئ بملعب العقيد لطفي في إطار الجولة ال21 جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب بديل ارتقاء هذا الأخير إلى الصف الرابع عشر برصيد 25 نقطة في حين تجمّدت حصيلة الزيانيين عند 22 نقطة مع قبوعهم في المرتبة ال15 و بذلك يمكن اعتبار أن الإرادة وحدها صنعت الفارق ما دام الفريقين يتواجدان في وضعية مالية متشابهة. الجميع يتحمّل المسؤولية في ما وصل إليه الفريق كما جاءت مباراة السبت الأخير لتكشف النقاب عن المستوى المتواضع لبعض اللاعبين على اعتبارهم وقفوا عاجزين حتى عن التسديد في إطار مرمى الحارس ڤواوي و بديله ناتاش ناهيك عن غياب الروح و الرغبة في فرض وجودهم فوق أرضية الميدان، ومع ذلك نقول أن الجميع يتحمّل المسؤولية في ما وصل إليه الفريق و البداية طبعا من المسيرين الذين اهتدوا إلى سياسة الصلح و توحيد الصفوف في الوقت بدل الضائع إلى جانب الأخطاء التي ارتكبها الطاقم الفني في اختياراته على مستوى عديد المناصب و لا سيما خلال التغييرات أو بما يُسمى «بالكوتشينغ». الأنصار صُدموا بعد سماعهم نتيجة المباراة من جهتهم، كانت خيبة الأنصار كبيرة عقب إطلاق الحكم زواوي صافرة النهاية التي حملت في طياتها نتيجة سلبية على طول الخط و ما زاد من وقع الصدمة عدم متابعتهم لهذه المواجهة وقد اكتفوا بربط الاتصال فقط و الاستفسار عن مسار الفريق الذين أجمعوا أنه سائر إلى الهاوية، لأن من يعجز عن تحقيق الفوز على أرضه فلا يستحق البقاء في القسم الأول و لو أن السقوط إلى الدرجة الثانية لا يعني بالضرورة سقوط اللاعبين فقط ما دام جلّهم بدأ يجهّز حقائبه للرحيل و إنما ستسقط تلمسان ككل و سيكون رجال المدرجات و محبو النادي الخاسر الأكبر في كل الأحوال. طلاق لا رجعة فيه مع الفريق والويكلو سيتجدّد في لقاء الداربي أمام بلعباس في ذات السياق، فإن نكسة «السي آس سي» جاءت لترسّم الطلاق بين الأنصار و الفريق ككل و من غير المستبعد أن يتجّدد الويكلو في الداربي أمام بلعباس حتى من دون عقوبة الرابطة الوطنية، بحيث وحسب ما استقته «الخبر الرياضي» فإن الجميع سئم من حالة الوداد الذي كان يُضرب به المثل في الاستقرار و كذا النتائج ليُصبح مرتعا للانتهازيين و جسر عبور لكل لاعب فقد هويته في البطولة، و هذه عواقب سياسة البريكولاج التي انطلق بها منذ بداية الموسم الجاري.