أي مصطلح يمكن أن نستعين به لوصف ما يقع في الرابطة المحترفة لكرة القدم التي يقودها محفوظ قرباج منذ سنتين ؟ وأي النعوت يمكن أن نستخدمها للحديث عن قرارات وتصرفات هذه الهيئة التي تسير بالأوامر الهاتفية الليلية؟ مهازل، كوارث، فضائح في رابطة «طايوان»…..و لو نبحث عن المصطلحات والنعوت في كل القواميس لن تكفنا المجلدات، لأن ما يحدث في كرة القدم الجزائرية مهزلة بكل المقاييس من أعلى هرم السلطة الى أصغر ناد كروي. قرار برمجة لقاء الجارين اتحاد الحراش ضد مولودية العاصمة «بلافيجري» وإلغاء القرار الأول الذي يتحدث عن برمجة «داربيات» العاصمة بملعب 5 جويلية، هو آخر خرجة من الخرجات الفاضحة لهذه الرابطة التي خضعت لضغط فوقي يعرف الكل مصدره وهذا فقط لإرضاء طرف ليس إلا. فمن حق الحراشية الدفاع عن مصالحهم ومن حق الشناوة كذلك الدفاع عن فريقهم ، لكن أن تلغى قرارات اتخذت في بداية الموسم بمكالمة هاتفية فهذا ما يكشف بجلاء حجم النكسة الكروية التي تعيشها الجزائر منذ عشريات من السنين، لأن المستفيدين اليوم من مثل هذه القرارات قد يتحولون إلى ضحايا في الغد وهكذا دواليك، ويعرف الحراشية جيدا مرارة الحڤرة التي تعرضوا لها قبل سنوات من نفس الهيئات وعليه وجب التمسك بقوة القانون ورفض كل مزايا هذا «السيستام» المتعفن. والحق أن هذا التصرف ليس الأول من نوعه لربطة قرباج، الذي فضل غلق هاتفه والتنقل إلى جيجل لمؤازرة فريق حي موسى الصاعد الجديد لقسم ما بين الرابطات الشرقية، تاركا الحابل يختلط بالنابل في العاصمة. ولأن كرة القدم الجزائرية جزء لا يتجزأ من «الخالوطة» السياسية في بلدنا، فإن الذي لا يعجبه قرار الفاف أو الرابطة ما عليه سوى الاستعانة بوزير أو مسؤول في هيئة سياسية ليقضي حاجته على حساب القوانين والقرارات، وبهذه الكيفية تم تسيير الكرة الجزائرية على مدار سنوات مما أفرز كوارث لا اسم لها . يحدث هذا في الوقت الذي نسمع فيه بأن «رجال الظل» يسعون جاهدين إلى تقليص عقوبة لاعبي مولودية العاصمة المتورطين في عصيان نهائي الكأس، لأن الكل اقتنع بأن العقوبات ما هي سوى وسيلة لامتصاص الغضب الجماهيري في كامل ولايات الوطن، وتقليصها أو إلغاؤها سيكون أسهل من إصدارها، والهاتف المحمول سيرن حتما عند أصحاب القرار للخضوع لمثل هذه الضغوطات الفوقية، وفي نهاية المطاف لا يوجد خاسر آخر غير الكرة الجزائرية التي ستظل تدفع الفاتورة سنويا لأنها ببساطة لا تزال حبيسة السياسيين ومزاج السياسيين.