في حوار خص به جريدة «كومبيتيسيون»، عاد المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان إلى القضية التي أثارتها فرنسا بخصوص اللاعبين المزدوجي الجنسية، والحديث عن التقليص من عددهم في مراكز التكوين، كما تحدث سعدان عن أمر خطير يخص الثنائي يبدة ومغني ومحاولة الفرنسيين عرقلتهما كي لا يمثلا الجزائر ورأيه في العديد من القضايا التي تشغل الرأي العام الرياضي. أولا كيف حال الشيخ سعدان... الحمد لله على كل شيء، أنا في أحسن أحوالي حاليا وأنعم كثيرا براحة البال منذ ابتعادي عن ضغط المنتخب الوطني، ولازلت في انتظار أحد العروض لتدريب إحدى المنتخبات الكبيرة، لأنني في الوقت الراهن أرفض رفضا قاطعا تدريب أي ناد كما سبق لي التصريح به. « الشيخ» نريد أن نعرف رأيك في الخرجة الأخيرة للفرنسيين الذين يريدون تخفيض نسبة اللاعبين ذوي الجنسيات الأجنبية في مراكز التكوين؟ أرى أن الخرجة الأخيرة من المديرية الفنية الفرنسية لم تكن صائبة، وفيها الكثير من التهور، لهذا فإنه كان الأجدر بهم التفكير مرارا وتكرارا قبل الإعلان عن هذه الأفكار، فلا ننسى أن البطولة الفرنسية ارتفع مستواها بفضل لاعبي الجنسيات الأخرى وليس ذوي الجنسية الفرنسية. البعض يربط هذه الخرجة بقانون باهاماس الذي يمنح الفرصة للاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة باختيار تمثيل بلدانهم الأصلية ما دام لم يشاركوا مع منتخب الأكابر؟ صحيح... يمكن أن يكون هذا ردا على قانون باهاماس، فهذا الأخير كان نعمة على اللاعبين المزدوجي الجنسية، حيث سمح للعديد منهم باختيار منتخبات بلدانهم الأصلية والمشاركة في المونديال، على غرار اللاعبين الجزائريين الذين شاركوا معنا في كأس العالم ، علما أن هؤلاء كانوا مقيدين قبل أن يأتي القانون الذي سقط كرصاصة رحمة و اسمح لي أن أضيف شيئا... تفضل... قبل اتفاقية الباهاماس، كان اللاعبون ذوو الجنسية المزدوجة عربا كانوا أو أفارقة في نفق مظلم، والأمثلة عديدة في هذا السياق، فما حدث للاعب ذو الأصول الجزائرية كمال مريم خير شاهد على ذلك، حيث أوهمه مسؤولو المنتخب الفرنسي بتقمص ألوان منتخب الديكة ووجهوا له الدعوة، لكن الأخير لم يوفق في مسيرته بالنظر للمنافسة الشديدة وشطب اسمه بعد ذلك من المنتخب الفرنسي، ليستحيل عليه بعد ذلك تقمص ألوان المنتخب الجزائري، لذا فأعتبر قانون الباهاماس نعمة على اللاعبين ذوي الجنسيات المزدوجة، والقرار الأخير للمديرية الفنية الفرنسية متهور وليس عقلانيا لأن مسؤولي الكرة الفرنسية كان بوسعهم أخذ تدابير أخرى تخدم اللاعبين وتخدم مصالحهم أيضا. لكن الفرنسيين يرون أنهم يحضّرون اللاعبين ويكوّنونهم ويصرفون عليهم أموالا طائلة، قبل أن يقرروا تمثيل بلدانهم الأصلية، ماهو الحل حسب رأيكم؟ الحل حسب رأيي هو النقاش والتحاور بين المديريات الفنية الإفريقية والعربية مع المديرية الفنية الفرنسية لإيجاد الحلول، فيمكن مثلا أن تشرك كل المديريات الفنية في التكوين، لكن الحق في الأخير يعود إلى اللاعب في اختيار المنتخب والبلد الذي سيمثله. لكن لا يمكن أن ننكر أن قانون الباهاماس كان نقمة على فرنسا وفي صالح المنتخبات الإفريقية والعربية؟ هذا صحيح، فهذا القانون نعمة علينا ونقمة عليهم، لهذا قرروا أن يحرموا اللاعبين الأجانب من التكوين، كي لا يسمحوا لهم بالبروز أكثر وبعدها اختيار منتخباتهم الأصلية، والأمثلة عديدة في هذا المجال، فاللاعب يبدة شارك معنا في المونديال بسبب هذا القانون، رغم أن فرنسا عارضت بشدة تأهيله هو ومغني، ولولا هذا القانون لما شارك مثلا يبدة في المونديال. ماذا تقصد أن فرنسا عارضت بشدة، هل كان في التحاقهما مشكلة بعد القانون؟ الكثيرون يجهلون أن الاتحادية الفرنسية لكرة القدم عارضت وبشدة تأهيل مغني ويبدة للعب في المنتخب الجزائري، بل أنها رفضت قطعا الفكرة، قبل أن تتدخل الفيفا وتهدد الفرنسيين وتجبرهم على قبول قانون باهاماس، وهو ما ساهم في استفادتنا من هذا القانون. لماذا لا ترى فرنسا إلى الأمور من جانب آخر، فمثلا فوزها بالمونديال سنة 98 كان بفضل بعض اللاعبين الأجانب على غرار زيدان، تيرزيغي... لمّا فازت فرنسا بكأس العالم سنة 98، كانوا يفتخرون بالعرب والأفارقة، وكان شعارهم «سود، بيض وعرب» معترفين بمساهمتهم الكبيرة في فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم وبعدها بكأس أوروبا، لكنهم الآن بعد تراجع مستوى منتخبهم أصبحوا يحاربون اللاعبين المزدوجي الجنسية، وهذا أمر غير معقول، لهذا أقولها وأكررها ما يفكر فيه الفرنسيون أمر متهور وعليهم التفكير جيدا قبل إصدار أي قرار. ألا ترون أن الوقت حان كي تكوّن الجزائر لاعبيها ولا تنتظر أي صدقة من الفرنسيين؟ سنة 2004، اقترحت على الفاف أن نحول بعض اللاعبين الجزائريين إلى أوروبا شبانا، كي يتكونوا بشكل جيد وهذا بتلقي ضمانات، لكن الفكرة لم يتم التجاوب معها وفشل المخطط، ولهذا علينا الآن أن نولي اهتمامانا للتكوين، فالجزائر لديها طاقات كبيرة في كرة القدم وعلينا تأطيرها وتكوينها للمستقبل، لأننا لن نكون بحاجة إلى فرنسا، فاللاعبون الموجودون هنا أحسن بكثير فنيا من المزدوجي الجنسية، لهذا يجب الوقوف معهم، وعلى الفاف أن تفرض على الأندية اعتماد التكوين، وفي الأخير أرى أن خرجة المديرية الفنية الفرنسية رسالة مشفرة... هل من توضيح بخصوص رسالة مشفرة؟ ما يعيشه المغتربون سواء العرب أو الأفارقة من عنصرية في فرنسا انعكس على كرة القدم، حيث يريد الفرنسيون تكريس هذه النظرية على التكوين، فالأمر لا يتعلق فقط بكرة القدم، بل يتعلق ببلد بأكمله لا يريد الأجانب، لهذا أرى أن فكرة المديرية الفنية الفرنسية بمنع المغتربين من مراكز التكوين قرار سياسي أكثر منه رياضي.