فاز كرستيانو رونالدو مرة واحدة بجائزة الكرة الذهبية وكان ذلك في العام 2008، ومن بعدها احتكر ليونيل ميسي على الجائزة لأربع سنوات متتالية. وعندما توج رونالدو بتلك الجائزة متفوقا على ميسي بالذات، فإن ذلك حدث لأنه توج مع مانشستر يونايتد بلقب دوري الأبطال مع مانشستر يونايتد وهزم فريقه برشلونة في الدور نصف النهائي. ولكن ما هي الظروف الجانبية التي رافقت فوز رونالدو بتلك الجائزة الوحيدة حتى الآن في سجله؟. لقد سجل رونالدو أكبر عدد من الأهداف لحساب الشياطين الحمر في موسم واحد وجمع 36 هدفا، ووقتها كان هذا رقما قياسيا في أوروبا وانكلترا تحديدا، كما أن ميسي منافسه المباشر تعرض لسلسلة من الإصابات التي جعلته صديقا للمقاعد الاحتياطية لفترات طويلة. في 4 آذار/مارس 2008 تعرض ليونيل ميسي إلى إصابة في مباراة فريقه أمام ريال سرقسطة في الليغا الإسبانية، وغادر الملعب والدموع تملأ عيناه، ليغيب شهرين و21 يوماً عن الملاعب. هذه الإصابة جاءت بعد إصابته في لقاء برشلونة وسيلتيك الاسكتلندي وحذره الأطباء بعدها من العودة سريعاً إلى الملاعب، لكنه لم يستمع إلى النصائح وعاد إلى الملعب وحصل ما حصل، وبعد شفاء ميسي شارك في نصف نهائي دوري الأبطال أمام رونالدو في 29 نيسان/ابريل إلا أنه لم يستطع التسجيل ليخسر برشلونة بهدف سكولز ويخرج خالي الوفاض، ويتوج مانشستر يونايتد تاليا على حساب تشيلسي. وعاد التاريخ ليكتب نفسه على الأقل في جزء من القصة في العام 2013، حيث تعرض ميسي لسلسلة من الإصابات بدأت أمام باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري الأبطال النسخة الماضية في شهر آذار/ مارس الماضي، ورغم أنه كان يحتاج للراحة إلا أنه شارك في مباراة الإياب وهو مصاب ورفض الخلود للراحة لتتفاقم إصابته أمام بايرن ميونيخ في نصف النهائي حين خسر البرشا بسباعية. ومع انطلاق الموسم الجديد بدا واضحا أن أداء ميسي ليس بالمستوى المطلوب، وظهر تفوق الوافد الجديد نيمار في تحقيق أهداف مهمة لحساب الفريق الكتالوني، خصوصا في كأس السوبر الإسبانية أمام اتلتيكو مدريد، ثم تاليا في منافسات الدوري. وعاد ميسي ليشتكي من أثار الإصابة إلا أنه شارك في مباراة ميلان بدوري الأبطال بنسخته الحالية وسجل ذهابا وإيابا قل أن يدفع الثمن غاليا في مباراة الليغا أمام ريال سوسيداد الأخيرة حيث بلغت الإصابة مداها وسيضطر للغياب حتى نهاية العام الحالي. وكما كان حال رونالدو مع مانشستر يونايتد في العام 2008، فإنه يقدم مع ريال مدريد في العام 2013 أفضل أداء ممكن، حيث يتصدر قائمة هدافي دوري الأبطال والدوري الإسباني ويسجل أيضا لحساب منتخب بلاده البرتغال، وقد يتأهل إلى مونديال البرازيل بفضل الرأسية التي عانت شباك السويد في ذهاب الملحق على أرض ستاد لشبونة الملقب بملعب النور. فهل يكرر رونالدو إنجاز العام 2008 ويحصل على الكرة الذهبية في العام 2013؟.. هذا السؤال مناط بالمستقبل القريب الذي قد يحمل إعادة للتاريخ غير البعيد.