الكثير ممن تابعوا حفل تسليم ميداليات كأس «السوبر» بين اتحاد العاصمة ووفاق سطيف، استفسروا عما قاله الوزير الأول عبد المالك سلال للمدير الرياضي للوفاق، الشيخ رابح سعدان في المنصة الشرفية لملعب تشاكر بالبليدة، حيث علمنا بأن سلال المتألق على صفحات الفايس بوك، سأل الشيخ قائلا :» واش راك يا الشيخ راك لابس قشابية جديدة في هذا البرد وين راك اختفيت؟…» ، فكان رد صانع ملحمة أم درمان بالقول :» راني لابس قشابية مثل المجاهدين رانا في الميدان، نواصل الجهاد في كرة القدم» …. فضحك الوزير الأول، الذي ترشحه عدة دوائر سياسية وإعلامية لتولي منصب الرجل الأول في الدولة الجزائرية، وترك المدرب ينزل المنصة رغم أن رد سعدان يحمل عدة دلالات. فلم يخطئ الشيخ عندما قال لسلال بأنه اضطر للعودة إلى الميدان ولبس قشابية المجاهدين إبان ثورة التحرير، لأن ما يحدث في النوادي الكروية الجزائرية يحتاج لكوموندوس حقيقي من المسيرين الأكفاء والمدربين المحترفين لإعادة النهوض بها وليست الأموال التي تضخها الدولة بطرق مختلفة في أرصدة النوادي هي التي ستعيد القاطرة إلى السكة السليمة . فقد اصطدم سعدان في سطيف بالواقع المرير الذي يعيشه أحد أكبر النوادي الجزائرية، لأن الوفاق الذي يملك أكبر التتويجات، يندب حظه اليوم بسبب سوء تسيير أموال العشرية الفارطة، لأن الكحلة كانت خزينتها تعج بالملايير عندما كانت أغلب نوادينا تشكو الفقر، ولم تستغل تلك الأموال في هيكلة النادي ولا تحسين مردود مركز التكوين لصنع اللاعبين الموهوبين، ووزعت الصكوك و»الشكارة» على اللاعبين في شكل منح وأجور تسيل لعاب الجميع ، واليوم يعجز الوفاق عن تسديد مستحقات عناصره. ولأن الوزير الأول مسؤول عن الكوارث التي تقع في كرة القدم شأنه في ذلك شأن الحكومات المتعاقبة منذ عقدين، فإن نداء سعدان الذي وجهه لبوتفليقة بعد العودة من أم درمان حيث دعا لاستغلال ديناميكية المونديال للنهوض بالكرة الجزائرية نهضة حقيقية ظلت مجرد صرخة في وادي، وصرفت مئات الملايير على بطولة عرجاء وأخذ السماسرة وأشباه اللاعبين الأموال، تاركين النوادي تسبح في مستنقع الديون . ولعل سلال فهم رسالة سعدان، رغم أن السياسيين في الجزائر لا تهمهم كرة القدم بقدر ما يهمهم استغلال اللعبة لأغراض انتخابية، فعلى وزير الرياضة أن يقتني قشابية لكل مسيري قطاعه في الولايات ال48 فالجهاد لم ينته على حد قول شيخ المدربين. عدلان حميدشي