من المؤكد أن رئيس الفاف قد وجد فاكسات وكذا رسائل عديدة عبر بريده الإلكتروني خلال اليومين الأخيرين ،طبعا ليس للتهجم عليه في أعقاب الخسارة المخزية ضد المغرب وإنما لعرض أسماء مدربين أجانب يرغبون في تولي شؤون العارضة الفنية للخضر خلفا لبن شيخة المخلوع. و من المؤكد أيضا أن روراوة سيدرس عروض المناجرة بتأن حالما تقع عينيه على اسم كبير أو اسم يهمه وسيغض البصر طبعا عن بقية الرسائل ولا يرد عليها كونه يملك نظرة مسبقة عنها أو أنه لا يرغب في جلب المدرب الفلاني تحديدا . صحيح أن رئيس الفاف سيحاسب على خياراته في المجال الفني لأنه المسؤول الأول عن المنتخبات الوطنية، لكن هل يمكن لرئيس الاتحادية أن يقرر في أمر المدرب بسهولة ويسر ويختار من ثمة ميشال عوض بيار مثلما اختار عبد الحق مكان رابح ؟. في الحقيقة رئيس الفاف ليس بالضرورة مؤهلا لاختيار المدرب من الناحية الفنية، بيد أنه مطالب بالتفاوض مع المدرب حول بنود العقد والأهداف الرياضية لحماية مصالح الفاف، والمعروف لدى الفدراليات التي تحترم نفسها أن من يتولى هذا الدور هو المدير الفني ومدير المنتخبات الوطنية الذي يحدد المقاييس والمواصفات التي يجب أن تتوفر في المدربين الذين ستتعاقد معهم الاتحادية وهو ما لا يحدث عندنا بتاتا ، كون الفاف تفتقر لمدير فني منذ شهور وحتى في عهد تيكانوين لم يكن يدري هذا الأخير على أي باب يدقدق. ودون أن ننقص من وزن وقيمة رئيس الفاف، فإن قضية اختيار المدربين أصبحت نقطة سوداء ملتصقة به منذ العهدة الأولى أين "استهلك" أكثر من ستة مدربين وطنيين دون الحديث عن قائمة المساعدين أو مدربي الفئات الشابة، وبالتالي بات من الضروري على الفدرالية تعيين مجلس تقني أو مدير فني يقوم بهذا الدور، وحتى قوائم المدربين الأجانب التي تعرض على الاتحادية وجب غربلتها لدى المديرية الفنية قبل التعاقد مع أي شخص كان ، لأن المسير الأول في الاتحادية قد لا يفقه في المجال الفني الكثير من الخبايا والأسرار، وإسناد المسؤولية الفنية لأهلها هو عين العقل مما سيقلص من هامش الخطأ وسيغلق الحنفيات على الغربان الذين يحومون بالقرب من الفاف لعرض جيفهم على حساب مصلحة الخضر . قضية اختيار خليفة بن شيخة قد تكون قضية دولة فالشعب مل البريكولاج والعبث المفضوح و هو لا يريد تكرار الأخطاء ورئيس الفاف نفسه يحس بهذا الضغط بعدما فشل في خياره الأخير والحل يبقى بالتالي في إعادة هيكلة المديرية الفنية، إذ لا يعقل أن تسير "كرة القدم" بدون دماغ مفكر . عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته