ستتوقف الحياة مساء اليوم في الجزائر وفي كثير من البلدان العربية لأن الجميع سيجلس بالقرب من شاشة التلفزيون أو يحمل سماعات الراديو والمحظوظون سيكونون في مدرجات ملعب كوريتيبا لمؤازرة محاربي الصحراء في لقائهم المصيري ضد الدب الروسي بقيادة المهندس كابيلو الإيطالي. يوم السادس والعشرين من جوان 2014 قد يكون يوما تاريخيا إذا نجح الأفناك في ترويض الدببة و افتكاك تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، لتلتحق الجزائر بالمغرب الشقيق الذي كان أول منتخب عربي يبلغ هذا الدور سنة 86، ونصبح من كبار إفريقيا مثلما فعلت ذلك الكاميرون ونيجيريا وغانا والسنيغال في الدورات السابقة. اليوم سيكون الضغط على لاعبينا أكبر مما كان عليه في المباراتين الأوليين لأن رفقاء فيغولي أضحوا على بعد نقطة من تحقيق الحلم الذي سرق منا في 1982 بسبب فضيحة الجرمان بين النمسا والألمان وفي مكسيكو 86 ضيعنا حظوظنا بسبب فوضى تسيير المنتخب. تسعون دقيقة فقط تفصلنا عن الإنجاز الذي سيبعث ملايين الجزائريين إلى قمة السماء السابعة وسيخرج بفعل ذلك الجميع إلى شوارع بمدن وقرى الجزائر العميقة ليحتفلوا ويفرحوا بما فعله الشجعان في بلد البرازيل. صحيح أن نقطة التعادل اليوم تكفينا للمرور إلى الدور الثاني تماما مثلما كان ذلك في مونديال مكسيكو 86 قبيل مواجهة إسبانيا الأخيرة والتي تلقينا فيها صفعة بثلاثية وخرجنا بخفي حنين، لكن في مباراة هذا المساء الكل يجمع على ضرورة المواصلة في الهجوم وعدم البحث عن نقطة التعادل لتفادي المفاجأة من كابيلو وأشباله. هذا المساء سنكون بجانب الخضر قلبا وقالبا ولا ننتظر من محاربي الصحراء سوى إسعادنا والصمود في مباراة قد تكون أهم مباراة في تاريخ الخضر منذ لقاء أم درمان ضد الفراعنة في السودان. التاريخ سيكتب اليوم اسم الجزائر بأحرف من ذهب في حال تمكن شجعاننا من تحقيق النتيجة المرجوة فالفرصة تبدو مواتية ولم يبق سوى أن نرفع أيدينا إلى السماء لنكثر من الدعاء …. «يا رب كنا معنا ولا تكن علينا».