قال المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش ليومية "ليكيب" الفرنسية بأنه تلقى عروضا مغرية أهم بكثير من العرض الجزائري، وسبق أن رد البوسني على عرض بوتفليقة بعد حفل الاستقبال على شرف الأبطال العائدين من البرازيل قائلا :" قولوا لرئيسكم بأن ما عرض علي يفوق أربعة أضعاف ما تمنحه لي الفاف "… و الفاهم يفهم ما يريده الكوتش وحيد. والمتمعن في تصريحات حاليلوزيتش يستخلص مباشرة بأن البوسني لم يتحدث عن المشروع الرياضي للخضر ولا عن أشياء مهنية ولا عن الطموحات الرياضية، بقدر ما تحدث عن المال ولا شيء يعلو فوق المال في ذهن المدرب المشاكس. البوسني يتكلم عن عروض تفوق ال250 ألف أورو شهريا أي أكثر من 3 ملايير سنتيم جزائري، وهو مبلغ ضخم في بلد غني بالبترول وشعبه فيه من يقتات من المزابل، و مزايدات البوسني في أمر الأجرة يكشف بوضوح الجزء الخفي من شخصيته والدافع الرئيسي الذي جعله يرفض تمديد عقده في الشتاء ثم في الربيع الفارط . تدخل "الحاكم الأول" في الجزائر في موضوع مدرب المنتخب الوطني يطرح ألف علامة استفهام عن غرض الساسة من ذلك، فهل فعلا حاليلوزيتش هو منقذ الكرة الجزائرية ؟ وهل الاحتفاظ به مقابل 3 ملايير شهريا سيعيد الكرة الجزائرية إلى سكتها السليمة؟ دون شك الإجابة واضحة ولا تحتاج لفقهاء في الرياضة كي يتعمقوا في التحليل، الكرة الجزائرية مريضة منذ عشريتين ونصف، و تأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا مع سعدان ثم إلى البرازيل مع حاليلوزيتش لم يغير من الوضع شيئا، والملايير التي أنفقت هنا وهناك راحت أدراج الرياح، وبالتالي الاحتفاظ بحاليلوزيتش أو رحيله لن يقلب معادلة الكرة الجزائرية ولن يعيد لها بريقها . وعوض أن ينتفض بوتفليقة ضد حكوماته المتعاقبة ووزرائه في الرياضة كي يستغلوا ديناميكية الخضر لوضع مخطط فعلي لبعث الكرة الجزائرية مثلما حدث في السبعينيات، راح رئيس الجمهورية يلح على بقاء مدرب لا يتردد في التهكم على رؤساء الدول، في صورة رئيس كوت دي فوار سابقا غباغبو، وكأن خلاص الكرة الجزائرية في بقاء الكوتش وحيد. صحيح أن الاستقرار عامل مهم في تحسن النتائج الفنية، لكن أن يتحول موضوع حاليلوزيتش إلى قضية وطنية تتطلب تدخل القاضي الأول في البلد فهذا ما لا يمكن تقبله ويهين نوع ما وزن ومصداقية الدولة الجزائرية، فالخضر سيعيشون بوحيد أو بشخص آخر والأجدر بالحكومة أن تهتم بمشاكل الرياضة والكرة في الجزائر العميقة وتترك المنتخب لمن له الحق في تسييره.