لا يزال الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري كريستيان غوركيف يعاني من صداع بسبب منصب رأس حربة، وذلك بعد الإصابة التي تلقاها القنّاص سليماني في لقاء غانا ما قبل الماضي، وهي الإصابة التي أبعدت لاعب سبورتينغ لشبونة لمدة خمسة أيام كاملة، حسب التقرير النهائي للطاقم الطبي المرافق للخضر في هذه المنافسة الإفريقية، حيث ظهر جليا على هجوم الخضر غياب ابن الشراڤة عن تشكيلة غوركيف التي ظهرت عرجاء خلال المبارتين الماضيتين. لا سوداني ولا بلفوضيل استطاعا تعويض لاعب لشبونة لم يتمكن الثنائي سوداني وبلفوضيل تغطية النقص الموجود على مستوى منصب رأس حربة في غياب زميلهما المصاب سليماني، وذلك بسبب البنية المورفولوجية للأول والزيادة الكبيرة في الوزن التي يعاني منها خريج مدرسة الشلف، وأيضا بسبب صيام لاعب بارما الإيطالي عن التهديف لأكثر من 36 مباراة كاملة، حيث لم يفلح إلى حد الآن في إحراز أول أهدافه بألوان المنتخب الوطني الجزائري. الدور التكتيكي لسليماني في استلام الكرات الطويلة واضح ما عانى منه اللاعب سوداني سهرة أمس الأول عندما لم يتمكن من استلام ولا كرة طويلة أو عالية تأتيه من زملائه من الخلف، أكد بأن مكانة سليماني لا مجال فيها للشك، خاصة وأن لاعب النادي البرتغالي كثيرا ما يجلب مخالفات لزملائه بفضل تغطيته الجيدة للكرة واستقبالها بشكل مميز يحتم على المدافعين ارتكاب الخطأ عليه في مناطق قريبة من خط ال18، وهو الشيء الذي لم يفلح فيه سوداني ولا حتى بلفوضيل الذي وعلى عكس زميله سليماني كثيرا ما منح للمنافس أخطاء بدائية بسبب اعتماده على تقديم اليد ومسك المدافعين قبل وصول الكرات الطويلة القادمة من الخلف. سوداني وبلفوضيل غير مؤهلين بدنيا للقيام بهذا الدور ما تطرقنا إليه سالفا في التأكيد على أن السبب الأبرز في عدم تمكن الثنائي سوداني وبلفوضيل من خلافة زميلهما سليماني على مستوى رأس حربة حقيقي هو لياقتهما البدنية التي لم تكن جيدة وحالت دون تحرك هذا الثنائي بالشكل الجيد والمطلوب في دفاع المنافس، وهو ما جعلهما لا يتمكنان من العودة كثيرا إلى الوراء لمساعدة زملائهما على استرجاع الكرات وهو الدور الذي كان هذان اللاعبان يقومان به في العديد من اللقاءات التي لعبها بلفوضيل وخاصة سوداني. مشاركة ابن الشراڤة في ربع النهائي باتت أكثر من ضرورية نظرا للمعطيات سالفة الذكر فإن القاطرة الأمامية للكتيبة الخضراء باتت في أمس الحاجة لخدمات المهاجم سليماني من أجل هز شباك المنافس القادم في دور ربع النهائي، خاصة وأن هجوم الخضر أصبح ينهي محاولاته بين أقدام دفاع الخضم أو أحضان الحراس بدون أية خطورة تأتي من عمق الدفاع أو من الأطراف عن طريق الفتحات العرضية التي كانت أحد الأسلحة القوية والفعالة للمنتخب الوطني الجزائري في وجود سليماني.