لا يختلف اثنان أن المدرب وحيد حاليلوزيتش هو الشخصية القوية والمدرب الكبير الذي كان المنتخب الوطني بحاجة إلى خدماته ، هذا المدرب الذي أظهر حبه الكبير للفوز ودفعه باللاعبين إلى الأمام من أجل تحقيق الانتصار، تمكن من تغيير العديد من الأمور في بعض الحصص التدريبية التي أشرف فيها على رفقاء زياني، ليدخل للاعبين عقلية هجومية لم نراها من قبل مع المنتخب إلا في تصفيات المونديال بملعب تشاكر. مغني في المدرجات ويبدة في الاحتياط أمور جديدة في المنتخب لعل الشخصية القوية لحاليلوزيتش انعكست جليا خلال مواجهة المنتخب والتشكيلة التي أعدها لمواجهة رفقاء نزار خلفان، حيث قام المدرب البوسني بوضع اللاعب يبدة على كرسي الاحتياط ما دام أنه لا يوجد في لياقة عالية ،و نفس الشيء حدث مع مغني الذي اضطر إلى مشاهدة المواجهة من المدرجات واكتفى بتشجيع زملائه،ليخالف بذلك كل التوقعات، كما أن المدرب السابق لدينامو زغراب لم يكتف بهذا بل اضطر إلى استبدال زياني خلال مجريات المرحلة الثانية بعد أن لاحظ أن اللاعب لم يعد قادرا على إعطاء الإضافة للتشكيلة الوطنية رغم أن الجميع يعرفون أن لاعب الجيش القطري يحب دوما إتمام المباريات كأساسي ولم يتجرأ أي مدرب من قبل على تغيير زياني في المقابلات التي لعبها. أكبر خطأ ارتكبته الفاف عدم تعيين حاليلوزيتش بعد رحيل سعدان من دون شك، فإن أكبر خطأ ارتكبه رئيس الفاف محمد روراوة هو عدم تعيين حاليلوزيتش خلفا لسعدان مباشرة بعد مباراة الذهاب أمام المنتخب التنزاني، فلو عيّن المدرب البوسني قبل توليه تدريب دينامو زغراب لكان الخضر في الوقت الحالي متأهلين إلى كان 2012 بفارق كبير من الأهداف، إلا أن تعيين بن شيخة اخلط الحسابات وجعل الخضر يعيشون أسوأ أيامهم مع "الجنرال" الذي لم يقدر لا على تسيير المجموعة ولا على تحقيق نتائج في المستوى. "حاليلو" طلب من سيريل موان تحضير بوعزة سريعا ما يؤكد شخصية المدرب الجديد للخضر وحبه للفوز رغم أن اللقاء لا يعنيه شخصيا بالنظر لابتعاد الخضر عن التأهل قبل قدومه، إلا أن حاليلوزيتش أراد الفوز وكان قلقا بين الشوطين، وطلب من المحضر البدني سيريل موان تحضير بوعزة للدخول مباشرة بعد بداية الشوط الثاني من المباراة لتحريك القاطرة الأمامية. كان موفقا في الشوط الثاني، أدخل بوعزة فسجل ولعب الهجوم من دون شك، فإن حاليلوزيتش وفق كثيرا في الخطة التي لعب بها في الشوط الثاني، حيث تمكن اللاعب الذي أدخله التقني البوسني من التسجيل، كما خلق المنتخب العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ما يؤكد أن "كوتشينغ" حاليلوزيتش كان صائبا،ومنح تلك الدفعة البسيكولوجية للمنتخب خارج الديار. منح المنتخب شخصية فوق الميدان في أيام قليلة رغم أن حاليلوزيتش قضى أياما فقط مع المنتخب الوطني، في فرنسا وأسبوعا فقط في الجزائر وتنزانيا، لكنه عرف كيف يمنح للخضر تلك الشخصية في اللعب، الاحتفاظ بالكرة والاندفاع بها إلى الأمام، واللعب بطريقة هجومية حتى إن كان الدفاع هشا ومعرضا في أكثر من مرة لتلقي الأهداف لكنه غامر ولعب الهجوم وهو ما افتقدناه من قبل. لم يهدأ له بال طيلة اللقاء وعاش المواجهة على الأعصاب فضلا عن ذلك، فإن المدرب وحيد حاليلوزيتش عاش المواجهة على الأعصاب ولم يهدأ له بال، حيث نهض في أكثر من مرة ليتحدث مع لاعبيه ليطلب منهم اللعب للأمام، ويرفض في كل مرة أن يعود لاعبوه إلى الوراء كي يتمكنوا من التسجيل لكن الحظ خانه وكرة غزال رفضت الدخول. لعب من أجل الفوز والحظ خانه في الأخير الشيء المؤكد، أن المدرب وحيد حاليلوزيتش قال قبل التنقل إلى دار السلام سألعب على الفوز، وسألعب الهجوم فطبق ما قاله، ولعب بطريقة هجومية من أجل الفوز والعودة بالنقاط الثلاث، لكن الحظ خانه في الأخير ، لأنه ليس سهلا إتمام المواجهة بكل من مطمور وبن يمينة وبوعزة وغزال في الهجوم خارج الديار أمام منتخب تنزانيا في أدغال إفريقيا. أعاد للاعبين الثقة في النفس وخطابه ذكرهم بأيام سعدان لعل الشيء الأهم بالنسبة للاعبي المنتخب الجزائري بعد مواجهة تنزانيا هو عودة الثقة في النفس، وانتهاء عهد الهزائم، فالناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش عرف كيف يعيد إلى لاعبيه تلك الشخصية في اللعب وفي الفوز التي كانوا يمتلكونها مع الشيخ سعدان من قبل، والتي فازوا بها على كوت ديفوار وتأهلوا بها إلى المونديال. تحفيز اللاعبين بمونديال 2014 أعاد الروح للمنتخب الوطني من خلال حديثنا إلى أغلب لاعبي المنتخب الجزائري بعد نهاية مواجهة أول أمس ، فإن المدرب وحيد حاليلوزيتش عرف كيف يحفزهم بمونديال 2014، فالبعض منهم بدأ يرى الطريق طويلة لكن حاليلوزيتش يراها قصيرة، حيث أكد لأشباله أن جميع اللاعبين لهم فرصة في لعب مونديال آخر لا يجب أن يضيعوها. مبعوثنا إلى دار السلام: طارق ق