شهد المطار الدولي محمد بوضياف بقسنطينة، مساء أمس، أجواء تاريخية بكل المقاييس، صنع من خلالها جمهور السنافر العريض صورا تعكس فعلا سمعة النادي القسنطينة، وتعلق مشجعيه بألوانه، إذ رابط ما لا يقل عن ألف مناصر بكل زوايا الموقف المحاذي لمخرجه الرئيسي، في انتظار رؤية المدرب روجي لومير وهو يضع أقدامه الأولى بمدينة قسنطينة، ووسط تعزيزات أمنية مركزة، حمل الأنصار الرايات وهتفوا مطولا بروح النادي ومدربهم الجديد، إلى درجة أن المدرب الفرنسي بقي مذهولا أمام حشود الأنصار وأجواء الاستقبال الذي خصه به الأنصار، وبقي يحي الجمهور بتوزيع الابتسامات وعلامة الحيرة بادية على وجهة، و تأكد فعلا من شعبية الفريق وصدق كل ما قيل له عن مشجعيه قبل بداية الموسم. روجي لومير يدخل قسنطينة على وقع آيا روجي لومير هذا العام الشومبيونا» بما أن الأجواء كان تاريخية، اهتز المطار على لسان رجل واحد، بمجرد أن خرج المدرب الفرنسي من مبنى المطار، وراح الجميع يردد الأهازيج، منها « أيا لومير هذا العام الشمبيوني» ، وهي الأهازيج التي حولت المطار إلى مدرج تابع لملعب الشهيد حملاوي الذي سيكون هذا الموسم قبلة لجيوش عريضة وطويلة لعشاق اللونين الأخضر والأسود. آلاف السنافر بساحة المطار ساعة قبل وصول الطائرة خبر التحاق المدرب الفرنسي وبطل إفريقيا وأوروبا بقسنطينة كان على لسان كل كبير وصغير بمدينة الجسور المعلقة، الأمر الذي دفع بالجميع إلى التنقل بالأفواج إلى أعالي عين الباي والوجهة كانت بالتحديد إلى المطار لاستقبال التقني الفرنسي، وكان حضور الأنصار قبل حوالي ساعة عن وصول الطائرة من مطار الجزائر العاصمة، وكان الكل يتسابق لحجز مكان يسمح له بمصافحة المدرب الجديد للسنافر، وأخذ صور تذكارية، ما جعل كل من تنقل إلى المطار للسفر أو لاستقبال ذويه يطرح السؤال حول سبب كل هذا الإقبال الجماهيري على المطار. «الفيمجان»، العكري، «ليبوندرول» لاستقبال بطل أوروبا وإفريقيا الأجواء الرائعة والممتازة التي لا يقدر أي فريق بمناصريه على صنعها، كانت كلها حيوية وجمالا، وبالإضافة إلى الأهازيج، كانت الرايات العملاقة تحيط بكل أرجاء المطار، فضلا عن الفيميجان، والعكري اللتين زادتا من جمال الاستقبال، وكان روجي لومار كرئيس دولة أو زعيم ثوري. المسؤولون استقبلوه بالقاعة الشرفية بالإضافة إلى حشود الأنصار، كان مسؤولو شباب قسنطينة في الموعد أيضا، وفضلوا كلهم التنقل لاستقبال المدرب الجديد، ومشاركة الأنصار فرحتهم، وكأنهم مرروا رسالة واضحة إلى كل المشككين في مساعي إدارة الشباب، سيما وأن الكثير كان يعتقد بأنها كذبة صيف 2012، إلا أن الأمر أصبح حقيقة ووجه صفعة لكل من تجرأ وتطاول على العميد القسنطيني. ومن أجل تأكيد ذلك أيضا، قام مسؤولو المطار بالواجب أيضا إذ كانوا متفهمين إلى أبعد الحدود وتعاملوا بليونة كبيرة مع الأنصار، وتم فتح القاعة الشرفية لاستقبال التقني الفرنسي. سوسو، فرصادو، الأخوين بوخزرة وصويلح في الموعد من بين الوجوه المعروفة في النادي، والأسماء التي دأبت العمل على إنجاح كل صفقات النادي، كان المدير الرياضي سوسو حاضرا على رأس مجموعة من المسيرين، وهم رئيس مجلس الإدارة فرصادو، الأخوين بوخزرة والمسير الشاب صويلح أيضا. كورتيجار رافق سيارته إلى مقر الولاية لم تتوقف الأجواء الهستيرية بمطار محمد بوضياف بل تحولت إلى خارج محيطه، لما عمد الأنصار إلى مرافقة الوفد الأمني والسيارة التي أقلت روجي لومير، في كورتيج طويل وعريض، وإلى غاية وسط المدينة، وكانت قسنطينة أمس بارومتر حقيقي لشباب قسنطينة، حيث تحي بمجرد سريان الدماء في النادي. الوالي بدوي استقبله رسميا بديوانه المحطة الأولى التي حل بها المدرب روجي لومير بعد مغادرة المطار كانت مقر ديوان الوالي، إذ يكون المسؤول الأول بعاصمة الشرق، نور الدين بدوي، قد أوعز بجلبه إليه، كي يتم استقباله بشكل رسمي بمقر ديوانه، وهو دليل على أن بدوي يسهر فعلا على سيرورة كل صفقات الشباب ويستحق التحية والتقدير من طرف كل أنصار السنافر.