لعبت شبيبة الساورة أوّل لقاء لها في الرابطة المحترفة الأولى أمام أحد أعرق الأندية الجزائرية ورغم القيل والقال حول اللقاء والفارق الذي بين الفريقين، مرجّحين الكفة لشباب بلوزداد إلا أن نسور الساورة قلبوا كل التكهنات وسيطروا على جميع أطوار اللقاء بالأداء الراقي الذي طبّقه زملاء الثنائي عامري وبلجيلالي غير أن الحظ وقف، هذه المرة، ضدهم ومنح الفوز لرفقاء سليماني من نصف فرصة جاءت عندما بدأ اللقاء يتلفظ أنفاسه الأخيرة، لكن إن كانت النتيجة أدارت ظهرها للنسور فإن الأداء يؤكّد للأنصار حيازتهم لفريق عبث بأحد أكبر فرق البطولة وهو قادر على قول كلمته لكن عليهم مساندته مع قليل من الصبر. سيطرة شبيبة الساورة على طول الخط إذا عدنا للقاء فإن أكثر شيء يحزّ في نفسية الأنصار هو أداء لاعبيهم الباهر والذين عبثوا بأسماء لاعبي بلوزداد الثقيلة التي لم تجد سبيلاً لإيقاف حملات الثلاثي بوسماحة، عامري وبلجيلالي إلا السقوط فوق أرضية الميدان وعلى الطريقة الإفريقية «سابقاً»حتى يمتصّون ضغط الشبيبة ويستفزّون أنصارها قليلاً وطبعاً هذا ما يبيّن الخبرة التي يلعبون بها في شتى الظروف وكل شيء جائز في كرة القدم في إطار الروح الرياضية. حملات متتالية للنسور في الشوط الأول وبلوزداد بفرصتين فقط كل من شاهد الشوط الأول تعجّب للأداء الباهت لأبناء العقيبة ، الذين اكتفوا بالدفاع وسجّلوا حضورهم على إثر فرصتين فقط، الأولى في بداية اللقاء وبالتحديد في الدقيقة الثانية عن طرق تنفيذ عمور لمخالفة مباشرة أخرجها الحارس سفيون ببراعة للركنية والثانية قذفة من المهاجم سليماني ارتطمت بالقائم الأيسر للحارس سفيون، الذي بقي متفرجاً عليها. هجوم الساورة يتفنّن في تضييع الفرص هذا وقد جرت غمار الشوط الأول في نصف ملعب الزوار أين عبث بهم خط وسط الساورة وعمل كل شيء، لكن غياب اللمسة الأخيرة والرعونة التي تميّز بها المهاجمان بن عياد ومطراني أمام مرمى الحارس شويح ضيّعت على المحليين كسب نقاط اللقاء مبكراً، فقد ضيّع مطراني أول فرصة في الدقيقة الرابعة، حيث لم يتحكّم جيداً في كرته، بعدها في الدقيقة ال15 يُضيّع بلجيلالي رأسية وجها لوجه مع الحارس شويح قبل أن يرفض الحكم هدفاً له كما أهدر مطراني فرصة بعد رأسية جانبت الإطار وبنفس الطريقة يضيّع بن عياد بعدما تلقّى كرة من ركنية نفّذها بلجيلالي ثلاث دقائق وأجمل فرصة في الشوط الاول كانت بعد العمل الثنائي الذي قام به عامري وبلجيلالي، حيث راوغ الأخير المدافع حركات على الخط واضطر اللاعب البلوزدادي إلى عرقلته وهو الأمر الذي جعل الحكم يصفّر مخافة ويمنح أول إندار في اللقاء للاعب الضيوف حركات، المخافة نفّذها بلجيلالي ولم تأت بجديد، قبل أن يجد بن عياد نفسه وجهاً لوجه مع الحارس شويح يراوغه يقذف في المرمى ، ليُخرجها المدافع أكساس إلى الركنية. نقص في الفعالية واصلت شبيبة الساورة سيطرتها على مجريات اللعب في الشوط الثاني وواصل أبناء العقيبة تسييرهم للقاء، وفي الدقيقة الخمسين عمل فردي رائع من بلجيلالي ومن وسط الميدان يراوغ مجموعة من لاعبي بلوزداد يجد نفسه وجهاً لوجه مع الحارس شويح، لكنه لم يحسن التصرّف وترباح يوزّع كرة جميلة، لكن الحارس يلتقطها بسهولة. منعرج اللقاء «ضربة الجزاء الضائعة» كانت ضربة الجزاء التي نفّذها وضيعها المهاجم مطراني نقطة تحوّل اللقاء، حيث بدأ الانهيار على لاعبي شبيبة الساورة واسترجاع الثقة لعناصر بلوزداد ومن هجمة خاطفة قادها البديل بن علجية وبمهارة يراوغ ويمرّر لزميله أنغان الذي بدوره أمد المهاجم سليماني بكرة على طبق لم يتردد في وضعها في شباك سفيون، وهو الهدف الذي غيّر منحى شباب بلوزداد .