يقول الصحفيون الذين تنقلوا لتغطية دورة المغرب الأولمبية، بأن زيارة حاليلوزيتش للخضر أغضبت المدرب عزالدين آيت جودي، الذي أحس بأن تواجد البوسني سيؤثر على استقرار تشكيلته من الناحية الذهنية، وذهب البعض في تحليله بالقول أن تواجد حاليلوزيتش مؤشر على أن هذا الأخير قد يقود المنتخب الأولمبي بلندن في حالة تأهله التاريخي. وحتى إن كان هذا الطرح مجرد تخمين، إلا أن ما يحدث لآيت جودي في تصفيات الأولمبياد، شبيه بما حدث لسعدان قبل التأهل إلى المونديال، حيث راهن الكثير على تنحية سعدان بعد كأس أمم إفريقيا 2010، وقرب تعاقد الفاف مع مدرب أجنبي يقود الخضر في جنوب إفريقيا، سواء مستشار أو كمدرب ثان للمنتخب، وبحث "الخلاطون" عن الأعذار لضرب سعدان في مصداقيته من خلال هزيمة مالاوي بثلاثية، ثم خسارة مصر من إمضاء كوفي كوجيا قبل صفعة صربيا بملعب 5 جويلية، غير أن سعدان صمد في وجه الإعصار وأكمل المهمة بضغط "فوقي". هذه المرة الدور على آيت جودي الذي بذل مجهودات كبيرة طوال سنة ونصف من العمل، ونجح في تشكيل منتخب أولمبي في المستوى قادر على إحداث المفاجأة والتأهل إلى الأولمبياد بعد 39 سنة من الغياب، وبالتالي تحركت الكتائب التي تحسن المناورة ليلا وتقود الانقلابات لتزرع الشك في مؤهلات التقني الجزائري، وتحضر المدرب الأجنبي كي يستحوذ على عمل الآخرين ويجلس على كرسي المناجيرة في محافل الأولمبياد. المنتخب الأولمبي لم يتأهل بعد، والمناورات بدأت من كل جهة، وهو نفس السيناريو الذي حدث مع سعدان قبيل لقاء أم درمان وبعده، وكأن قدر المدربين الجزائريين أن يبقوا لقمة سائغة للمناورين، وفي كل مرة ينجح مدرب إلا ويتعرض لما تعرض له سعدان خدمة للمدرب الأجنبي، وكأننا في الجزائر لا زلنا رهينة عقدة ما يأتي من وراء البحار. ويتذكر الجميع تصريحات المسؤول الأول في الفاف عندما قال بأن "بن شيخة سيكون آخر مدرب محلي يقود المنتخب الوطني"، وكأن "الجنرال" هو أحسن ما يوجد في الساحة الكروية الجزائرية من مدربين، فقد أثبت آيت جودي بطلان هذا المقولة، سيما وأنه ورث نفس المنتخب في ظروف كارثية. ولعل تجربة سعدان مع "الخفافيش" التي تحوم حول محيط المنتخبات الوطنية، يمكن لآيت جودي الاستعانة بها حتى وإن كانت شخصية المدربين مختلفتين، ووزن المنتخبين مختلف، والدعم السياسي الذي كان يتلقاه "الشيخ" غير موجود عند عزالدين، ليبقى السؤال مطروحا في جزائرنا الكروية: إلى متى نبقى نحترف سياسة "المؤامرات"؟.