كما سبق لنا الإشارة إليه، منح المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش راحة للاعبيه طيلة نهار أمس، فلم يجروا أي حصة تدريبية لا صباحا ولا مساء، مانحا لأشباله فرصة لزيارة سفاري منطقة سان سيتي، لمشاهدة مختلف أنواع الحيوانات، على غرار الأسود والفيلة والزرافات والحمار الوحشي، وبعض أنواع الحيوانات التي لم يشاهدها اللاعبون في حياتهم بالعين المجردة، والتي لا تتواجد إلا في جنوب إفريقيا. بوعزة تعرض لضربة شمس ولم يستمتع بالرحلة السفرية حضرها أيضا اللاعب عامر بوعزة، الذي تعرض إلى أشعة الشمس ولم يتحمل ذلك، ما جعل الطبيب بوقلالي يتدخل ليسعفه، لأن عامر لم يتحمل الحرارة الشديدة في السفاري، ولم يغادر مكانه طيلة الرحلة، وكان متشوقا للعودة فأعاقته لضربة الشمس التي أصابه جراء الحرارة الكبيرة التي ميزت مدينة روستمبورغ مساء أمس. الانطلاق من بافوكينغ في الثانية والربع ومسافة 10 كيلومترات عن سان سيتي كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف بتوقيت جنوب إفريقيا، أي الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت الجزائر، لما أقلعت حافلة المنتخب الوطني من مركز بافوكينغ الرياضي، قاطعة مسافة عشرة كيلومترات للوصول إلى منطقة سان سيتي، أو بالأحرى إلى فندق كوا ماريتان الجميل الذي يملك هذه المحمية وهذا السفاري الجميل في منطقة روستمبورغ. الدخول ب65 أورو للشخص الواحد وحتى الصحفيون دفعوا القيمة وصولنا إلى هذه المنطقة كان متأخرا بعض الشيء، فاللاعبون كانوا قد دخلوا إلى السفاري بعد خمس دقائق فقط، وكنا مجبرين على دفع قيمة 65 أورو للشخص الواحد من أجل الحصول على التذكرة، وهي نفس القيمة التي دفعت على جميع اللاعبين الذين تنقلوا إلى السفاري، ولهذا اضطرينا إلى الدخول بسيارتنا التي استأ جرناها منذ قدومنا إلى جنوب إفريقيا، بالنظر لعدم توفر الحافلات المكشوفة والتي خصصت كلها للاعبين. اللاعبون قُسّموا على حافلتين مكشوفتين والحافلة الثالثة للطاقم الفني بعد وصول اللاعبين إلى منطقة السفاري، ونظرا لعددهم الكبير وتنقلهم كلهم ما عدا اللاعب مهدي لحسن الذي بقي مع الطبيب يقدح من أجل العلاج من الإصابة التي يعاني منها، فإن بقية اللاعبين قسموا على ثلاث حافلات، واحدة للاعبين المحليين الذين رافقهم كل من مصباح وكادامورو من المحترفينّ، أما الحافلة الثانية فللمحترفين ورافقهم تجار وبزاز، والثالثة استقلها الطاقم الفني. أولى الحيوانات التي شاهدوها الحمار الوحشي والغزال بعد المشي حوالي عشر دقائق ، بدأ اللاعب يشكون هل سيشاهدون الحيوانات في مثل هذه المنطقة النائية، لكنهم سرعان ما ارتفعت معنوياتهم لما شاهدوا الحمار الوحشي، وتوقفت الحافلة من أجل التقاط بعض الصور والفيديوهات باستعمال الهواتف النقالة وأجهزة الأيباد، وسط فرحة عارمة للاعبين الذين عبروا عن سعادتهم الكبيرة برؤية الحيوانات بالعين المجردة. اللاعبون توقفوا عند كل حيوان وحذار من خطورة النزول من الحافلة بعد الحمار الوحشي، واصلت حافلة المنتخب الوطني وسط أدغال السفاري، وفي كل مرة يشاهد اللاعبون حيوانا على غرار الغزال أو الثور الوحشي فيتوقفون من أجل مشاهدة تلك الحيوانات والتقاط صورا تذكارية لهم من فوق الحافلة، لأن النزول خطير جدا، ولا يمكن التهور أبدا قد يخرج أي حيوان من داخل الأدغال و ينقض على الإنسان سواء كان أسدا أو من أصناف أخرى متوحشة. الوصول إلى الفيلة صنع الحدث واللاعبون أعجبوا كثيرا بالمنظر بعد دقائق فقط من المشي، أطلت حافلة اللاعبين على الفيلة، وهي أجمل لحظة بالنسبة للاعبين، لأنه الحيوان الذي لا يمكن مشاهدته في كل البلدان العالمية، بالنظر لكبر هذا الحيوان الأليف، لكنه في حال أحس بالخطورة من طرف الإنسان فسينقض عليه، نفس الشيء حصل مع بعض اللاعبين الذين أرادوا النزول فانقض عليهم الفيل، في لقطة طريفة ضحك لها الجميع بم في ذلك الصحفيين المرافقين للمنتخب في تلك السفرية. مشاهدة الأسود أذهلت اللاعبين والكل التقط صورا تذكارية بعد الفيلة توغل اللاعبون أكثر في الأدغال، وبدأ الخوف يتسرب إلى البعض لأن المنطقة التي وصلوا إليها تشبه كثيرا المناطق التي يعيش فيها الأسود، وحصل ما كان في الحسبان، حيث أطلت علينا مجموعة من الأسود التي كانت نائمة واستيقظت من تحت مجموعة من الأشجار، وهم اللاعبون حينها بالتقاط الصور التذكارية، رغم أن الأسود كانت بعيدة نوعا ما عن حافلات اللاعبين. حاليلوزيتش لحليش: «حليش هل يمكنك النزول والذهاب إليهم» لما وصلنا إلى منطقة الأسود، نادى حاليلوزيتش حليش الذي كان في الحافلة الثانية، وقال له بالحرف الواحد «حليش، هل يمكنك النزول والذهاب إليهم» وحينها ضحك جميع اللاعبين فرد حليش على حاليلوزيتش وقال أنزل أنت أولا وبعدها سأرافقك ، وهذا يدل على العلاقة الرائعة بين المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش ولاعبه القوي في الدفاع رفيق حليش. البوسني وطاقمه استمتعا بالمنظر والتقطا صورا كثيرة كل اللاعبين وحتى المدرب الوطني استمتعوا بمشاهدة الحيوان الأكثر شراسة في الدنيا بأكملها، وهو الأسد الذي تقشعر الأبدان لما يشاهد بالعين المجردة، فالكل كان سعيدا بمشاهدته والتقاط صورا له، وهي لقطات لا يمكن أن يعيشها لاعبونا إلا في أدغال القارة السمراء. حاليلوزيتش مازح صحفي الخبر الرياضي «لما شاهدتك الأسود هربت» بعد الوصول إلى إحدى المناطق الخاصة بالاستراحة، اقتربنا من حاليلوزيتش والتقطنا له صورة من فوق الحافلة، وحينها مازحنا وقال حذار من الأسود فقلنا له أن الأسود غير موجودة، فأعقب قائلا إنها لما ترى الصحفيين تهرب هي الأخرى. السفاري دام ساعتين ونصف، الحرارة كانت شديدة واللاعبون عطشوا كثيرا ساعتان ونصف من الزمن، كانت للرحلة والمتعة في السفاري، والتي تميزت بالحرارة الشديدة والعطش الذي نال من اللاعبين، ما جعلهم يتنقلون مباشرة إلى الفندق وعدم زيارة سان سيتي، علما أن هذه المنطقة سيزورها اللاعبون مستقبلا، وبنسبة كبيرة قبل المواجهة الرسمية الأولى أمام تونس، كي يبعد حاليلوزيتش لاعبيه عن ضغط المباراة. السادسة مساء الحافلة عادت إلى الفندق واللاعبون تخلصوا من الضغط كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، لما عادت حافلة المنتخب الوطني إلى مركز بافوكينغ، فاللاعبون تعبوا من هذه الرحلة لكنهم استمتعوا كثيرا، والتقطوا صورا تذكارية جميلة في بلد لا يزوره سكان أوروبا وشمال إفريقيا كثيرا، بالنظر لبعده وتكاليف التنقل إليه، لهذا فإن برمجة «الكان» في بلد مانديلا فرصة للجميع لزيارة مثل هذه المناطق.