رفض عشية أول أمس، لاعبوا شباب قسنطينة، العودة إلى حصة الاستئناف التي كانت مبرمجة بالملعب الملحق لمركب الشهيد حملاوي، حيث قاطعوا التدريبات بعدما وقفوا لمدة بالزي المدني على حافة الملعب. ليعودوا أدراجهم دون إجراء الحصة التدريبية وهي سابقة أولى من نوعها داخل الفريق هذا الموسم، بعدما تعقدت أمور النادي نتيجة الخلاف بين المدرب الفرانكو إيطالي دييغو غارزيتو ومجلس الإدارة وعلى رأسهم المدير الرياضي محمد بولحبيب المدعو سوسو الذي صرح لوسائل الإعلام مند أيام أن المدرب غارزيتو لديه الورقة البيضاء، لكنه سيحاسب على نتائجه، وهو الأمر الذي فهمه بعض المتابعين لشؤون الرياضة القسنطينية على أنه تهديد لمنع المدرب من تحقيق أي نتيجة إيجابية. وقد برر بعض اللاعبين هذه المقاطعة للتدريبات، برفضهم الاتهامات التي أطلقها في شأنهم المدرب، عشية لقاء أولمبي الشلف لحساب الجولة الثالثة عشرة من البطولة المحترفة الأولى، وهو اللقاء الذي سقط فيه الشباب بثلاثية كانت أثقل نتيجة له منذ حوالي 30 مقابلة، حيث اعتبر عدد من اللاعبين أن شكوك المدرب في مصداقيتهم واتهامهم بترتيب نتيجة اللقاء مسبقا من أجل الضغط عليه لصالح المدير الفني بولحبيب، غير مقبولة تماما، وعبر المدافع بهلول الذي انضم إليه المهاجم دراق، عن استيائه من الخرجة التي ظهر بها المدرب قبل لقاء الشلف وهو الأمر الذي أثر على معنوياته ومعنويات زملائه الذين فقدوا تركيزهم في اللقاء وسقطوا بثلاثية. وتدخلت عناصر الأمن خلال الحصة التدريبية لمنع المناصرين من دخول الملعب في خطوة لتفادي أي انزلاق من شأنه أن يزيد الطين بلة، خاصة وأن آخر حصة تدريبية قبل تنقل الفريق إلى الشلف، عرفت مشادات بين بعض اللاعبين ومجموعة من الأنصار الذين صبوا جامّ غضبهم على الإدارة والمدرب واللاعبين، كما أن مجموعة من الأنصار اعترضت طريق حافلة الفريق أثناء العودة من الشلف، وأجبروها على التوقف بعين الدفلى، ليقتحموا الحافلة ويسمعوا المدرب ولاعبيه كل أنواع السب والشتم. من جهته، اعتبر المدرب غارزيتو الذي انتظر طويلا على أرضية ملعب الشهيد حملاوي، رفقة نجله أنطونيو، قدوم اللاعبين للتدرب دون جدوى، وخلال حديثه لوسائل الإعلام، أن هذا الموقف هو تعبير من اللاعبين عن عدم تلقيهم لأجورهم مدة حوالي 3 اشهر، نافيا أن يكون هذا الموقف ضده، ليضيف أن حادثة اعتداء بعض المناصرين على اللاعب بولحية، جعلت زملاءه يتضامنون معه ويقررون مقاطعة التدريبات، وهو الأمر الذي أراح بعض الأطراف داخل الإدارة التي تريد التخلص من المدرب غارزيتو والتي باشرت مهمة البحث عن خليفته قبل حتى استقلاله معتبرة أن ذهاب هذا المدرب هو مسألة وقت لا أقل ولا أكثر. وقد حضر خلال هذه الحصة التدريبية التي تمت مقاطعتها، محضران قضائيان، دونا كل ما جرى بالتفصيل، حيث استعانت الإدارة بمحضر قضائي خاص بها في حين استعان المدرب غارزيتو بمحضر قضائي خاص به أيضا. واجتمع المدرب بعد قرار اللاعبين مقاطعة التدريبات رفقة رئيس الإدارة، ياسين فرصادو، مع زملاء بولمدايس بغرف تغيير الملابس، حيث دار النقاش مطولا لوضع النقاط على الحروف، ولم يفصح عن فحوى اللقاء الذي يبدوا أنه جاء لإذابة الجليد بين المدرب وبعض اللاعبين الذين يحسبون على جناح محمد بولحبيب. وطلب ركائز الفريق وعلى رأسهم المخضرم والقائد، ياسين بزاز، من إدارة الفريق وكذا إدارة الطاسيلي التدخل في أسرع وقت من أجل حل كل هذه المشاكل التي باتت تهدد استقرار الفريق قبل فوات الأوان، خاصة وأن الشباب مقبل على فترة جد مهمة في مشواره الرياضي، إلا وهو المشاركة في المنافسة القارية.
