دعا الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، مثيري "الفتنة والمغامرة" إلى الكف عن المساس باستقرار البلاد ونحن على مقربة من الانتخابات الرئاسية، مضيفا في هذا الصدد "أن تطور البلاد ممكن وكل القدرات بين أيدينا لتحقيق ذلك، فلا بد ألا نضيع هذه الفرصة (الانتخابات) لتحسين الأوضاع اقتصاديا وسياسيا". ووجه السيد سلال في لقاء أمام المجتمع المدني بولاية تيبازة، رسائل إلى محاولي زعزعة استقرار البلاد، مؤكدا في هذا الصدد أن الديمقراطية "لا يمكنها أن تولد الفتنة، والتاريخ لا يمكن أن يعيد نفسه مرتين وإذا تم هذا الأمر فهي مهزلة ولسنا في هذا المقام دعاة للمهزلة". وأوضح الوزير الأول مخاطبا هؤلاء "لسنا من دعاة الشر والإحباط واليأس بل نحن دعاة خير". وأن الجزائر "سارت في طريق التطور والنمو والسلم والأمان في محيط جيوإستراتيجي متأزم ومن الصعب جدا أن نواصل المسيرة إذا لم نحافظ على الاستقرار الذي يحاول دعاة الفتنة والمغامرة المساس به". واغتنم الفرصة لدعوة كل دعاة الفتنة "لجعل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار"، متوعدا في هذا الصدد بمحاسبة كل المتلاعبين بالديمقراطية، مثلما تنص عليه تعليمة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يستطرد "تعلمنا العيش في هناء وسنكافح من أجل ذلك ولا رجوع إلى الوراء لأننا سنتجند كلنا للحفاظ على الأمن والاستقرار وسنقوم بواجبنا الانتخابي لفائدة الجزائر لا أكثر ولا أقل". وراهن رئيس الجهاز التنفيذي على الشعب الجزائري لإحباط كل محاولة للمساس بأمن البلاد، من خلال مشاركته بقوة في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة والتعبير بحرية عن إرادته وخياراته تجسيدا لدولة الحق والقانون"، مضيفا في هذا الصدد أن "مهمتنا هي تشييد دولة قوية ومستقرة وقادرة على بناء اقتصاد تنافسي". واستطرد قائلا في هذا الصدد "أنا على يقين بأن الشعب سيكون وفيا وسينجح العملية الانتخابية،، وقد رأينا ما يحدث حولنا وما يمكن أن نخسره في أمور لا تخدم الشعب وإنما تخدم أصحاب النوايا السيئة الذين لا يهمهم سوى الوصول إلى سدة الحكم". وأكد الوزير الأول في هذا الصدد أنه "محكوم علينا أن ننجح في هذا الموعد الاستحقاقي ولا بد علينا أن ننجح لأن لدينا الإمكانيات بالإضافة إلى وعي الشعب"، مؤكدا أن الدولة قد اتخذت كل الإجراءات اللازمة لضمان تنظيم رئاسيات 2014 في ظروف شفافة وواضحة تسودها الروح الوطنية، قائلا بأن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، "تعهد بأن تتم هذه الانتخابات في ظروف شفافة وقد أعطى من أجل تحقيق ذلك التعليمات الضرورية لكل المسؤولين وعلى كل المستويات على أن يحرصوا على تطبيق القانون بكل حذافيره". ومن باب الدفاع عن إنجازات الدولة، أكد السيد سلال أن الجزائر "ورشة كبيرة والشعب الجزائري أصبح يؤمن بالتطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد ويعرف ويعي من يخدمه"، موضحا أن الاستنتاج الذي خرج به بعد الزيارات التي قام بها إلى ولايات الوطن هو أنه تم إنجاز أشياء كثيرة. وقال الوزير الأول بأن مثل هذه الزيارات سمحت له بملاحظة "الانسجام والقبول" من الآخرين، مؤكدا مقابل هذا وجود محاولات "مس بوحدة الشعب الجزائري" وهو الأمر الذي قال عنه بأنه "غير ممكن ولن يكون لأننا سنموت واقفين لمواجهته". ولم يستثن في سياق حديثه وجود نقائص ومشاكل وقف عليها في زياراته الميدانية، حيث أكد بالمناسبة ذلك بقوله: "سنواجه هذه المشاكل وسنقضي عليها لأنه من الضروري أن يكون تطور البلاد خارج المحروقات والجهود المبذولة جارية في هذا الاتجاه". ونوه المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي في هذا الصدد بما أنجز في الجزائر، مؤكدا بأن الجزائر اليوم "معترف بدورها دوليا وهي مرجع سياسي وجيو استراتيجي والفضل في ذلك يعود إلى الرجال". الرئيس بوتفليقة لا يحتاج إلى حملة انتخابية وبخصوص زياراته الميدانية إلى ولايات الوطن، قال بأنه شرع فيها منذ 10 نوفمبر 2012، وجاءت تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي أكد على ضرورة العمل الجواري وإحصاء النقائص المسجلة في مسار التنمية المحلية وترسيخ دولة الحوار، واصفا في هذا الصدد عمله الميداني ب«الديمقراطية الحقيقية" والحوار الذي جمعه بممثلي المجتمع المدني والمواطنين ب«الميزة الحضارية". وفي رده على من يصفون هذه الزيارات ب«الحملة الانتخابية" لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة، فند السيد سلال ذلك، مؤكدا بأن الرئيس بوتفليقة ليس بحاجة إلى حملة انتخابية "لأننا نعرف ما قام به وتاريخه لا يحتاج لنا ولا لأحد والجزائريون يعرفون بأنه الرجل الذي أرجع الطمأنينة وكان الحارس الأمين على الاستقرار".