طمأن الاتحاد العام للتجار والحرفيين، المواطنين بأن الإنتاج الفلاحي من خضر وفواكه سيعرف وفرة كبيرة خلال شهر رمضان، وسيكون التموين بهذه المواد مستقرا مما يعني أن الأسعار لن تعرف ارتفاعا، مؤكدا أن أي ارتفاع قد يسجل في هذه السلع ليست له علاقة بالوفرة بل بجشع التجار أو بالاستهلاك غير العقلاني للمواطنين، الذين يقتنون كميات كبيرة من السلع تؤدي إلى تطبيق قانون العرض والطلب، الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار عند زيادة الطلب. وأفاد السيد حاج الطاهر بولنوار، خلال ندوة نظمها الاتحاد حول موضوع "الاستثمار في قطاعي الزراعة والصناعة الغذائية" أمس، بمقره بالعاصمة، أن المؤشرات التي تعرفها السوق وتصريحات الفلاحين، تؤكد أن أسعار الخضر والفواكه لن ترتفع في شهر رمضان بفضل توفر الإنتاج، غير أنه لم يستبعد تسجيل ارتفاع طفيف في الأسبوع الأول من شهر الصيام، كما جرت العادة لأسباب ليست لها علاقة بنقص الإنتاج بل تعود لاستغلال بعض التجار إقبال وتهافت المواطنين على هذه السلع في الأسبوع الأول لرفع أسعارها. مضيفا أنه حتى في حال ارتفاع هذه الأسعار في بداية الشهر الكريم، فإنها ستعرف انخفاضا واستقرارا ابتداء من الأسبوع الثاني، كون أغلبية المواطنين يقتنون كميات كبيرة من المنتوجات في الأيام الأولى. وفي سياق آخر ذكر السيد أحمد شيكو، خبير في مجال التجميد والتبريد، أن الجزائر بحاجة إلى تطوير مجال التجميد لتفادي الارتفاع الفاحش والمفاجئ للأسعار التي ترتفع عادة بسبب الندرة ونقص المنتوجات التي يكثر عليها الطلب خارج موسمها من جهة، ولتجنب إتلاف المنتوجات الفلاحية التي ترمى عند تسجيل فائض كبير، مما يسبب خسائر للفلاحين الذين يسوقونها بأسعار جد منخفضة لا تغطي تكاليف الإنتاج لتفادي رميها من جهة أخرى. وفي معرض حديثه استدل السيد شيكو، باستقرار أسعار بعض الخضر الطازجة مثل "البازلاء" التي لم تعرف ارتفاعا هذه المرة بفضل المنافسة التي منعت ذلك في ظل تسويق "بازلاء" مجمّدة، حيث يخشى التجار من نفور المواطنين من منتوجهم الطازج في حال ارتفاع سعره والتوجه إلى المنتوج المجمد. غير أن المتحدث لم يخف وجود غش وممارسات غير مسؤولة في مجال المنتوجات المجمّدة المستوردة، بسبب عدم احترام بعض المستوردين والباعة لشروط التجميد عند نقل هذه المنتوجات من الخارج، ما قد يتسبب في إتلافها وإعادة تجميدها من جديد. الأمر الذي يعرض صحة من يستهلكها لأمراض خطيرة قد تصل إلى الموت. مقترحا إقامة نشاط التجميد هنا في الجزائر، وتعزيز الرقابة لتفادي هذه الأخطار كون أن المنتوجات المجمدة في درجة برودة ملائمة وتحترم شروط التجميد ليست خطيرة، بل بالعكس تحافظ على كامل فيتاميناتها وتتمتع بنفس القيمة الغذائية كباقي المنتوجات الطازجة، ويمكن حفظها لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات. ولتدارك هذا الأمر وجه السيد شيكو، نداء للحكومة لإحياء هذا النشاط من خلال إدخال تخصص التبريد والتجميد في مدونة المهن والتخصصات المدرسة بمراكز ومعاهد التكوين المهني، لتعليم الشباب هذه المهنة وإقامة شركات مختصة في مجال التبريد الذي لا يتطلب تكاليف كبيرة على حد قوله.