حاول "المكاسون" تنظيم تجمع لهم بمدينة عين الخضراء بولاية المسيلة، للضغط على وزارة الفلاحة لإعادة فتح أسواق الماشية بالنظر إلى الخسائر التي لحقت بهم خلال الشهر الجاري، على خلفية قرار غلق الأسواق للسيطرة على وباء الحمى القلاعية، لتقوم مصالح الغرفة الوطنية للفلاحة أول أمس، بالتدخل العاجل وجمع الموالين الذين ينشطون بمناطق الهضاب العليا والداخلية في تجمع وطني بمدينة سيدي مخلوف بولاية الأغواط، لحثهم على احترام الإجراءات الوقائية للوزارة الوصية من منطلق أنها تعمل لصالحهم بهدف حماية الثروة الحيوانية. انعكاسات فيروس الحمى القلاعية لا تزال تهدد نشاط المربين وبائعي الأغنام الذين يصطلح على تسميتهم في سوق بيع المواشي" الجلاب"، الأمر الذي دفع بهم في الفترة الأخيرة إلى فتح أسواق موازية على قارعة الطرقات وفي الفضاءات الشاغرة وهو ما ساهم في انتشار الفيروس عبر 20 ولاية، غير أن المراسلة الأخيرة التي وجهتها مصالح وزارة الفلاحة، إلى كل الجهات الأمنية للحد من انتشار هذه الأسواق وحجز كل المواشي التي تدخلها زادت من تخوف التجار من الإفلاس ، وهو ما جعل "المكاسين" يقررون تنظيم تجمع وطني بأكبر منطقة مشهورة بتربية المواشي بهدف الضغط على السلطات المحلية لإعادة فتح أسواق بيع المواشي. وقد لجأ "المكاسون" إلى بعض الموالين والوسطاء الذين يشترون رؤوس الماشية من عند الفلاح للمشاركة في التجمع ويكونون "الضامن" بعدم إدخال ماشية مريضة للسوق، غير أن الغرفة الوطنية للفلاحة سارعت لاحتواء القضية، ونظمت أول أمس، أكبر تجمع للموالين بالأغواط، لحثهم على ضرورة احترام قرارت وزارة الفلاحة التي تهدف إلى حماية نشاطهم. ومن مجمل الانشغالات التي رفعها الموالون أمام المسؤولين في هذا اللقاء الاستعجالي هو نقص السيولة المالية لديهم بسبب عدم تمكنهم من بيع كل من الأغنام والأبقار والماعز لتوفير تكاليف اقتناء غذاء الأنعام، وهي الوضعية التي دفعت بالوسطاء إلى استغلال الفرصة للرفع من أسعار الشعير والذرة لتتراوح بين 4000 و5000 دج للقنطار بعد أن كانت تتراوح بين 2000 و3000 دج، من جهتهم لجأ تجار أسواق بيع أغذية الحيوانات إلى تسويق بضاعتهم عن طريق "قروض" بفوائد كبيرة تثقل كاهل الموال. وما زاد من تخوف المربين هو ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الأخيرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى نفوق الخرفان التي لا تتحمّل مثل هذه الظروف المناخية، من جهتهم وعد رؤساء الغرف الفلاحية برفع انشغال الموالين إلى السلطات الوصية للوصول إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، في حين شددوا على وجوب احترام إجراءات غلق الأسواق لأنها الوسيلة الوحيدة التي تسمح بالسيطرة على الفيروس الذي أدى إلى ذبح أكثر من ألف رأس بقر ونفوق المئات منها عبر 20 ولاية. كما شدد ممثلو المصالح الفلاحية على ضرورة عدم الارتجال ونقل المواشي من منطقة إلى أخرى لضمان عدم إصابتها ونقل العدوي إلى مناطق سليمة مثلما حصل بولايات المدية والبليدة والجزائر العاصمة، من جهته تعهد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد عبد الوهاب نوري، أول أمس، بإعادة فتح أسواق الماشية مباشرة بعد السيطرة على الفيروس، في حين يتوقع مدير المصالح الفلاحية، السيد كريم بوغالم، السيطرة التامة على الفيروس خلال الأيام المقبلة بعد انخفاض بؤر الإصابة، على أن يتم تلقيح كل رؤوس البقر مباشرة بعد وصول طلبية بمليون جرعة قبل نهاية الشهر الجاري.