استعاد جمال زيدان في هذه الدردشة مع "المساء" ذكرياته مع الفريق الوطني ومشواره مع الكرة المستديرة التي كان ومازال يعشقها حتى النخاع.زيدان الذي صارع طويلا المرض، تحدث عن الواقع المزري الذي آلت إليه كرة القدم الجزائرية وظاهرة العنف التي اجتاحت ملاعبنا. وبفخر واعتزاز تحدث زيدان عن إنجازات الماضي وعن التهميش الذي طاله ورفقاءه الذين تبقى الذاكرة الكروية تحتفظ بإنجازاتهم. س: بداية، كيف هي أحوال جمال زيدان؟ ج: أنا في حالة جيدة بعدما تجاوزت المحنة التي كنت أعاني منها بسلام. س: مررت بفترة صعبة كيف كان ذلك؟ ج:كنت أعاني من مرض خطير على مستوى الرأس دام لفترة طويلة (5 سنوات)، حيث كنت اصارع هذا الداء بمفردي وبدون مساعدة أحد، لكن الآن تعافيت وشفيت تماما منه بعد العلاج الذي خضعت له بالخارج. وأقول الان لجمهوري أنني سأعود الى عالم الساحرة المستديرة من جديد. س: هلا أوضحت لنا ذلك؟ ج: سأداعب كرة القدم من جديد، لكن هذه المرة ليس كلاعب بل كمدرب يشرف على مدرسة خاصة بالشبان أي بالقاعدة التي ستخدم الرياضة في المستقبل، وكنت قد أجريت تربصا تكوينيا بملعب 5 جويلية دام لمدة شهر كامل تحت إشراف الخبير الألماني بتر شنيتقر الذي يتمتع بمعارف بيداغوجية في كرة القدم. س: حدثنا عن هذا التربص ؟ ج: حاولنا برفقة الخبير الألماني رسم خطة حديثة تساعد الكرة الجزائرية للنهوض من جديد وذلك من خلال الاهتمام بالعمل القاعدي وتعليم اللاعب روح المسؤولية فوق الميدان. س: هل الوضع الحالي الذي تعيشه كرتنا ميئوس منه؟ ج: الجزائر معروفة كونها مدرسة في كرة القدم، وهذا باعتراف كل الاختصاصيين في هذا المجال، الشباب الجزائري موهوب وهو بحاجة فقط الى التكفل ووضعه في إطار منظم لكي يمارس هوايته. ولهذا أقول أن الكرة الجزائرية قادرة على استرجاع مستواها وهيبتها على المستوى العالمي مثلما كان عليه الحال في الثمانينيات عندما شاركنا في كأس العالم. س: على ذكر ملحمة خيخون، بماذا تشعرون عندما تتذكرون الحدث ؟ ج: اشعر باعتزاز كبير لأنني ساهمت في الفوز على منتخب ألمانيا 1982 بنجومه الكبار، حيث قمنا بتشريف الألوان الوطنية أمام جمهور غفير تجاوب كثيرا معنا في مباراة تاريخية سجلنا من خلالها أسماءنا بأحرف من ذهب. س: ما الفرق بينكم وبين لاعبي اليوم؟ ج: اللاعبون في الوقت الحالي هدفهم الرئيسي هوالمال لاغير، ويفتقرون للروح الوطنية التي كانت شعارنا في السابق وسر تألقنا ونجاحنا في المواعيد الكبيرة. س: ما رأيكم في آفة نسيان أمجاد الماضي؟ ج: أنا من بين الأشخاص الذي تجاهلتهم الساحة الرياضية لفترة طويلة، الظاهرة ليست غريبة على مجتمعنا كونها مست العديد من الأسماء الرياضية التي صنعت الحدث في مختلف المحافل الدولية. ومن المؤسف جدا أن يشعر الإنسان بالإهانة في وطنه في الوقت الذي يبقى اسمه يتردد في الدول الأخرى وتضرب به الأمثال. س: كلمة أخيرة ؟ ج: أشكركم عن منحي هذه الفرصة للتعبير عما في داخلي بعد التهميش الذي كنت أعاني منه وأتمنى أن أوفق في مشواري الجديد مع المواهب الشابة.