بدأ المدنيون السوريون يدفعون ثمن التدخل العسكري الامريكي في بلدهم بمقتل عدد منهم ذهبوا ضحية قصف جوي على حي سكني بمحافظة ادلب في شمال البلاد.وأكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، مقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين سوريين في غارة جوية شنتها طائرة أمريكية، وطالبت بفتح تحقيق مستعجل لمعرفة ملابسات وقوع هذه الجريمة بعد أن أكدت على حدوث "انتهاك لقوانين الحرب". وكانت العديد من المنظمات الحقوقية العالمية حذّرت حتى قبل بدء التدخل العسكري الامريكي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أوت الماضي، من مخاطر استهداف السكان المدنيين في العراقوسوريا وخاصة وأن مقاتلي هذا التنظيم اندمجوا وسط السكان في مختلف المدن التي سيطروا عليها سواء في العراق أو سوريا. والمؤكد أن المشاهد المرعبة لعمليات القصف الجوي التي شهدتها أفغانستانوالعراق ستتكرر دون شك في سوريا، على اعتبار أن الموقف العسكري واحد وعلى اعتبار أن الطائرات الأمريكية كثيرا ما تقوم بعمليات القصف دون التأكد من أهدافها وما إذا كانوا فعلا من العناصر المستهدفة. ولذلك فإن مصرع المدنيين السبعة ما هو إلا بداية لمزيد من الضحايا المدنيين مادامت عملية القضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ستطول لعدة سنوات كما أكدت على ذلك الادارة الأمريكية والوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون. وسيحاول البنتاغون كما كان يفعل في أفغانستانوالعراق، أن يقول بأن القتلى من عناصر "داعش" وفي أحسن الحالات أنه سيعتذر ويؤكد انه أخطأ هدفه. وهو ما تأكد أمس، عندما راح الأميرال جون كيربي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية يشير ردا على تداول أخبار حول مقتل مدنيين أن الجيش الامريكي لا يتوفر على معلومات مؤكدة من مصادر عسكرية ميدانية". ولكن سكان قرية كفر دريان بمحافظة ادلب أكدوا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، أن ضحايا القصف الجوي رجلان وسيدتان وخمسة أطفال قتلوا جميعا في إطلاق صواريخ "طوماهوك" على مساكنهم. وهو ما جعل المنظمة الحقوقية الأمريكية، تطالب البنتاغون الامريكي بضرورة التحقيق حول هذه الضربات الجوية التي وصفتها بغير القانونية كونها استهدفت سكانا مدنيين، ونشر نتائج تحقيقاتها واتخاذ القرارات اللازمة في حال ثبوت وقوع تجاوزات. وتتواصل الحرب الأمريكية على معاقل "الدولة الإسلامية" في داخل العمق السوري للأسبوع الثاني على التوالي بكل ضراوة، حيث استهدفت بشكل لافت مصافي تكرير النفط استولى عليها التنظيم في معاركه ضد الجيش النظامي السوري. ووضعت الادارة الأمريكية هذه المصافي كأهداف ذات أولوية في محاولة لتجفيف مصادر تمويل التنظيم وخنقه ماليا، في نفس الوقت الذي واصلت فيه ضرب مواقعه العسكرية لإضعافه ميدانيا. وتم ضمن هذه الخطة ليلة السبت الى الأحد، تدمير ثلاثة مصاف أخرى متواجدة على الحدود السورية التركية، ليصل عدد محطات تكرير النفط التي تم تدميرها الى 12 محطة منذ بدء التدخل العسكري الامريكي في سوريا الأسبوع الماضي. وأكدت عدة تقارير أن "الدولة الإسلامية" تقوم ببيع النفط المكرر الى مهربين أتراك عبر الحدود الدولية بين البلدين، وشكل ذلك أكبر مصدر مالي لهذا التنظيم لشراء الأسلحة ومختلف العتاد الحربي من عائدات قدرتها بعض المصادر بحوالي مليار دولار. ورغم أن التحالف الدولي الذي دعت الولاياتالمتحدة الى تشكيله ضد تنظيم الدولة الإسلامية، استقطب تأييد أربعين دولة إلا أن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من توجيه انتقادات لاذعة تجاه منطق التدخل العسكري الامريكي في العالم.وقال لافروف، على هامش أشغال الجمعية العامة الأممية والتي طغت عليها الأحداث في العراقوسوريا، أن التدخلات العسكرية أصبحت القاعدة رغم النتائج الكارثية التي خلفتها خلال السنوات السابقة، والإشارة واضحة باتجاه التدخل العسكري الامريكي في كل من أفغانستانوالعراق وليبيا. وذهب رئيس الدبلوماسية الروسي الى حد وصف التدخل الامريكي في سوريا بغير الشرعي مادام لم يتم دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.