يعرف المصعد الهوائي أو "التيلفيريك"الرابط بين ببلديتي وادي قريش وبوزريعة منذ دخوله الخدمة في منتصف سبتمبر الماضي، توافدا كبيرا من قبل المواطنين الذين وجدوا ضالتهم في هذه الوسيلة المريحة والسريعة في نفس الوقت، مما جعلها تستقطب اهتمام آلاف الزبائن الذين ودعوا متاعب التنقل عبر حافلات النقل غير اللائقة، خاصة بالنسبة لبعض الخطوط مثل وادي قريش بوزريعة. وفي هذا الصدد، أبدى مستعملو خط تيليفريك وادي قريش-بوزريعة ارتياحهم من نوعية الخدمة التي يقدمها منذ تشغيله قبل أسابيع، حيث أصبح الوسيلة المفضلة لدى الكثيرين الذين تحقق أخيرا حلمهم في الوصول إلى منازلهم ومقرات عملهم ودراستهم في الوقت المناسب، بعد ما كانوا يقضون أغلبية وقتهم في وسائل النقل من حافلات وسيارات بسبب الازدحام المروري الذي يميز تلك الجهة من العاصمة خاصة في أوقات الذروة. وذكر بعض هؤلاء ل "لمساء"، أنهم تخلصوا أخيرا من مشقة الانتظار في حافلات تصل إلى بوزريعة انطلاقا من تريولي بعد ساعة من الزمن، بسبب بطء حركة السير ومكوث أصحاب الحافلات لفترة طويلة داخل المحطة لجلب أكبر عدد من الزبائن، غير مبالين بالتأخر والقلق الذي ينتاب الركاب الذين ينفقون أموالا كثيرة للاستفادة من خدمات نقل رديئة، مما جعل هؤلاء يهجرون الحافلات وسيارات الأجرة نحو التيلفيريك الذي اكتشفه العديد منهم لأول مرة. وفي هذا السياق، قالت عاملة تقطن ببلدية بوزريعة وتتوجه يوميا إلى وسط العاصمة للعمل بأنها ارتاحت أخيرا من متاعب التنقل، خاصة في الفترة المسائية، حين تكون الحافلات مملوءة وحركة السير جد بطيئة، كما أكدت سيدة تقطن بنفس المنطقة أنها تتقاسم أجرتها مع أصحاب سيارات الأجرة و"الكلوندستان" مرغمة للوصول إلى بوزريعة في الوقت المناسب لاستعادة أبنائها من المدرسة، بينما تفضل الآن استعمال المصعد الهوائي الذي وفر لها المال والوقت معا. وما زاد من الإقبال على هذه الوسيلة من قبل سكان وادي قريش، باب الوادي وبوزريعة؛ سعر التذكرة الذي لا يتجاوز ثلاثين دينارا، واعتبره المسافرون مناسبا جدا بالنظر إلى الظروف المناسبة التي يتنقلون فيها مقارنة بالحافلات التي يدفعون مقابل ركوبها نفس السعر لكن في غياب أدنى شروط الراحة، على غرار المدة القصيرة التي يحتاجها المسافر لقطع المسافة الرابطة بين مقر عمله والبلدية التي يقيم فيها، حيث يمكن قطعها في العربة الكهربائية في مدة لا تتجاوز 12 دقيقة، الأمر الذي جلب اهتمام المواطنين وأراحهم. من جهة أخرى، أكد هؤلاء على أهمية تواجد مثل هذه الوسيلة في بلديات تعرف كثافة سكانية عالية وفي منطقة مرتفعة، حيث تم تصميم المصعد الهوائي ليكون حلا مناسبا ومتطابقا مع التضاريس التي تعرفها أحياء بوفريزي، سكافينو، مولين، لافونتون وجبل كوكو التي يصعب الوصول إليها عبر الطرق، كما تفتقد تلك المناطق المتواجدة بأعالي العاصمة لوسائل نقل حديثة أخرى مثل الميترو أو الترامواي أو القطار، حيث كانوا ينتظرون التيلفيريك بفارغ الصبر، كونه سيخفف ولو نسبيا من مشكل الازدحام المروري، خاصة إذا تم التحكم في بعض المشاكل مثل اعتداء السكان المجاورين على عربات التيليفريك أو انقطاع التيار الكهربائي، لاسيما أنه مهيأ من جميع الجوانب وقادر على استيعاب عدد كبير من المسافرين، كونه يضم 58 عربة تنقل كل واحدة 15 فردا بطاقة تصل إلى 2400 مسافر. كما تتوفر تلك العربات على شروط السلامة المرورية، فضلا عن عمال مكونين فيما يخص العتاد والإنقاذ الاستعجالي في حالة تعطل المصعد الذي اعتبره بعض ممن تحدثنا إليهم مكسبا هاما لسكان المنطقة وروادها الذين يجب أن يحافظوا عليه.