استمتع الجمهور القسنطيني، ليلة أول أمس، بأداء متميز للفنان سليم الفرقاني سليل عميد المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني، خلال السهرة الختامية للمهرجان الدولي الثامن للمالوف، الذي احتضنته بلدية الخروب بين 9 و14 من الشهر الجاري استثنائيا هذه السنة، وسبقه على الركح الفنان العنابي ديب العياشي وفرقته؛ حيث تَميّز بلباسه الأصيل. وانتشى الجمهور لأول مرة بأداء الفرقة المختلطة الألمانية الإسبانية، التي أدت مزيجا بين الموسيقى الأندلسية وموسيقى أوروبا في القرون الوسطى. وأدى سليم الفرقاني الذي قدّم آخر عرض في ليلة اختتام المهرجان الذي امتد على مدار 6 ليالي، بحضور عدد كبير من العائلات القسنطينية وطلبة الإقامة الجامعية محمد الصديق بن يحيى للبنات بالخروب، مقتطفات من نوبة الرمل، وبعدها أدى زجلا أول، وزجلا ثانيا يسمى بالخلاص، وعرف تجاوبا كبيرا من طرف الحضور الذي تفاعل بالتصفيق. من جهته، قدّم الفنان ديب العياشي مقاطع موسيقية خفيفة، كانت تميل أكثر إلى العيساوة، حيث قدّم خلال السهرة مزموم من التراث المعروف، ومجبود من عيساوة بعنوان "يا من لهواك"، كما قدّم مصدر "قد جاءنا ساعة السعود" ومصدر "أصل الهوى مع النوى". أما حدث السهرة فكان الفرقة المختلطة الإسبانية الألمانية، فرقة "أندلس بروجكت"، التي قدّمت مزيجا من الموسيقى، يعكس تمازج وتزاوج ثقافات في وقت مضى، والتي افتتحت سهرة الختام، وهي الفرقة المشكَّلة من أربعة موسيقيين وثلاث سيدات، هن الإسبانية مارا أرنادا، المغربية إيمان القندوسي والألمانية زيغريد هوسن بلباسهن الأندلسي التقليدي، والذين أبدعوا فوق ركح المسرح، وأدّوا، بتناغم كبير، مجموعة من المقتطفات الغنائية على أنغام آلتي القانون والناي، والتي عادت بالحضور إلى زمن الأندلس الجميل بقيادة المايسترو ميخائيل وبوب. ودوى صوت المغنيات الثلاث القوي من فرقة أندلس "بروجكت"، قاعة العرض، واستفز مشاعر الحضور، الذين اندمجوا مع الأداء الراقي رغم صعوبة فهم نص الأغاني المستمَد من اللغات القديمة، على غرار الأوك، الكاتالان واللهجات القديمة الإسبانية والبرتغالية، بالإضافة إلى العربية. من جهته، أبدى جمال فوغالي محافظ المهرجان ومدير الثقافة بالولاية، سعادته الكبيرة لنجاح الحدث الثقافي رغم خروجه من قسنطينة وتنقّله إلى الخروب، معتبرا، في تصريح خص به "المساء"، أن نجاح المهرجان هو نجاح للجزائر ونجاح لقسنطينة وللإنسان القسنطيني. ويؤكد أن قسنطينة تستحق احتضانها تظاهرة عاصمة الثقافة العربية سنة 2015، مضيفا أن العائلات الخروبية كانت في الموعد، وكانت متفتحة على الموسيقى العربية والأجنبية التي تداولت على ركح مسرح المهرجان، وأن جمهور المالوف ليس في عمق قسنطينة فقط، وإنما يمتد إلى أبعد من ذلك. وقال فوغالي إن طبعة المهرجان التاسعة ستكون أضخم؛ كونها تتزامن مع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية؛ حيث سيتم دعوة العديد من الدول الإفريقية والأجنبية إضافة إلى الدول العربية.