تعالت في المدة الأخيرة بتمنراست، الأصوات المطالبة بتنظيم حركة مرور مواكب الأعراس في الجنوب بعدما تحولت خاصة في السنتين الأخيرتين، إلى مصدر قلق وإزعاج شديدين للسكان،إذ أصبح بعض الشباب يجعلون من مناسبة إحضار العروس مناسبة شبيهة بمظاهرات وطنية وتصرفات تحدق بحياة المواطنين. ومن بين هذه التصرفات والتجاوزات إطلاق العنان لمنبهات السيارات والجلوس على حواف نوافذ المركبات والهتاف، بالإضافة إلى سلوكات خطيرة حوّلت هذه المواكب إلى كابوس حقيقي لدى الكثيرين بسبب الإزعاج الذي تحدثه وكذا الحوادث المترتبة عن ذلك والتي تحوّلت على إثرها العديد من الأفراح إلى مأتم بسبب المناورات التي يقوم بها السائقون، متجاهلين العواقب الوخيمة، خاصة بعد الحوادث العديدة المسجلة بسبب السرعة المفرطة لأصحاب السيارات، خاصة أن الأغلبية منهم، خاصة الشباب ينظرون الكثير موكب الزفاف على أحر من الجمر معتبرين ذلك فرصة ذهبية لا تعوض يستغلونها للترويح عن أنفسهم. وتعوّد شباب المنطقة خصوصا على تحويل موكب الأفراح إلى تظاهرة استعراضية حقيقية شبيهة باستعراضات الاحتفال بالمناسبات الوطنية أو بحدث رياضي حتى أنهم يلفتون انتباه الجميع بما يقومون به على الطريق، فلم يعد يكفيهم إطلاق منبهات السيارات في موكب العروس، بل أصبح ضروريا بالنسبة لهم أن يهتفوا ويهللوا ويقوموا بجولات الذهاب والإياب على مستوى حي العريس يستعملون السرعة من أجل جذب الأنظار وإطلاق العنان للموسيقى الصاخبة في طابور للسيارات تنعدم فيما بينهم مسافة الأمان وهذا لتجنب التصادم في حالة الفرملة. وتؤكد الإحصائيات أنه في كل موكب عرس تسجل حوادث مرورية تؤدي إلى إصابة العديد من الجرحى والقتلى ويتحول العرس إلى مأتم ففي ولاية أدرار، منذ أشهر توفي تسعة أشخاص في موكب عرس من جراء انقلاب سيارتين كانتا تسيران بسرعة البرق. خاصة أن أغلبية السيارات التي تشارك في موكب الأعراس من أجل نقل الأثاث هي سيارات نفعية تنقل أكثر من عشرين شخصا تجوب الشوارع بسرعة قياسية دون التقيد بالإشارات المرورية. ومن أجل تنظيم مواكب الأعراس وتجنب الحوادث يطالب الجميع بمنع الشباب من القيادة، لأن أغلبهم مهووس بسباقات السرعة ويرغبون في لفت الأنظار خاصة الفتيات، لتفادي التصادم إضافة إلى طلب رخصة من طرف مصالح الأمن بتاريخ وموعد ومكان مرور الموكب بغية تنظيم حركة المرور لتفادي ما لا يحمد عقباه، خاصة أن الأرقام المسجلة في حوادث الأعراس في ارتفاع كل سنة.