تحصي الجزائر 20 بالمائة من المصابين بداء الضغط الدموي، هذا الداء الذي يوصف بالقاتل الصامت؛ كونه يظهر فجأة ومن دون أية مقدمات، ويؤدي في حالات كثيرة إلى الشلل إن لم نقل الوفاة. من أجل هذا يصر الأطباء في كل مرة على ضرورة التشخيص والتحلي بثقافة الزيارة الدورية للمصالح الاستشفائية، للقيام بمختلف الفحوصات اللازمة وتجنّب الوقوع ضحية التعقيدات الصحية. أعرب البروفيسور عبد الحفيظ حبيطوش طبيب منسق بدار داء السكري بالعاصمة، عن ارتياحه للتوافد الكبير للمواطنين رجالا ونساء، مرضى وأصحاء، على طلب التشخيص والفحص للاطمئنان على صحتهم. وقال: "نلمس في الآونة الأخيرة انتشار وعي كبير لدى المواطنين بضرورة التشخيص لمعرفة حالتهم الصحية، هذا من ناحية. كما نلاحظ أن المواطنين أصبحوا أكثر اهتماما بغذائهم، ولعل هذا ما يبدو من خلال الجناح المخصص لمعرفة ما ينبغي للمواطن أن يتناوله كغذاء صحي، بغضّ النظر عما إذا كان مريضا أو لا''. وعن الأبواب المفتوحة يقول الدكتور حبيطوش "لا نستهدف من ورائها المرضى الذين تمكنا إلى حد ما من توعيتهم بالتشخيص بصورة مستمرة، بل نتطلع إلى فحص الأصحاء من الذين يعتقدون أنهم لا يعانون من أي مرض، إلا أن الفحص يكشف غير ذلك؛ لأن الأبواب المفتوحة تكشف دائما عن تسجيل حالات جديدة تعاني بعض الأمراض المزمنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن 80 بالمائة من المصابين بداء السكري يعانون من ارتفاع الضغط الدموي، وأن فئة كبيرة لا تعرف ذلك، من أجل هذا نتطلع إلى أن نجعل من التشخيص ثقافة يكتسبها كل المواطنين على مدار السنة''. ويوصف الضغط الدموي بأنه "القاتل الصامت" لعدم وجود أعراض واضحة تنذر بحدوثه، حسب الدكتور حبيطوش: ‘'ولتجنب حدوث المضاعفات الصحية ينبغي أن نعرف الأسباب التي جعلت المريض يصاب به، لنتمكن من تأمين العلاج المناسب له. وعلى العموم، مرضى الضغط الدموي كمرضى السكري، معنيون بضرورة اتباع نظام غذائي صحي؛ فلا يخفى عليكم أن هناك عددا كبيرا من الأغذية ترفع الضغط الدموي، وتحديدا تلك التي تحوي على نسبة كبيرة من الملح، وبالتالي علاج عدد كبير من الأمراض موجود في الغذاء الصحي وفي ممارسة الرياضة، التي أصبحنا، كأطباء، نحث المرضى وغير المرضى على ممارستها بصورة يومية، بل وأصبحت توصف كنوع من العلاجات الوقائية". ولا يطرح مرض الضغط الدموي أي إشكال إن تابع المرضى علاجهم بصورة منتظمة، خاصة أن الأدوية موجودة. غير أن ما أريد التأكيد عليه يقول الدكتور هو أن تنتشر لدى العائلات الجزائرية ثقافة وقائية، تقوم على ضرورة توفر بعض أجهزة القياس على مستوى المنازل، منها جهاز قياس السكري وكذا الضغط الدموي. وبحكم أن هذه الأخيرة لا تقدَّم بصورة مجانية، حبّذا لو أن المخابر تبادر بالتنسيق مع الصيدليات والجمعيات لتقديم أجهزة قياس الضغط بطريقة مجانية، ليتسنى للمرضى متابعة وضعهم الصحي على مستوى المنازل، ومن ثمة تجنب الوقوع ضحية بعض التعقيدات الصحية.