تحتضن الجزائر للمرة الثانية على التوالي فعاليات المخيم المغاربي الثاني للأطفال في طبعته الثانية، حيث عرف مشاركة كل من الجزائر و تونس و ليبيا، وحسب الأطفال المشاركين فإن التظاهرة تعد مناسبة جد هامة لربط علاقات وطيدة بين أطفال مختلف دول المغرب العربي الكبير وتكريس العلاقات الأخوية التي ترسم آفاقا واعدة للبعد التكاملي في العلاقة التي تربط شعوب المنطقة. و يأتي تنظيم المخيم المغاربي بعد اجتماع وزراء الشباب والرياضة المغاربة بالجزائر السنة الماضية بمنطقة زرالدة حول المخيمات الصيفية، الذي أفضى إلى إنشاء الوكالة المغاربة للمخيمات الصيفية وتم الإتفاق حينها على أن تكون الجزائر البلد الذي يحتضن الطبعة الأولى للمخيم، وحسب السيد بن "أمزال مراد" المديرالبيداغوجي للمخيم المغاربي الثاني للأطفال في تصريح ل "المساء" فإن الأهداف المتوخاة من طرف الدول الخمس الأعضاء في الإتحاد المغاربي تكمن أساسا في تمكين أبناء المغرب العربي الكبير من الإحتكاك فيما بينهم في الجانب التربوي والترفيهي وكذالك إحياء التراث الموحد الذي يجمع هذه الدول، و يتم في ذلك حسب السيد بن أمزال السماح للأطفال بالمشاركة بعفويتهم بشكل موحد في مختلف النشاطات الترفيهية و الثقافية والبيداغوجية والرياضية. و حسب محدثنا عمد الفريق المؤطر للمخيم إلى تشكيل فرقة صوتية واحدة متكونة من أطفال المخيم الذين يمثلون كل من الجزائرتونس وليبيا باعتبارها الدول الحاضرة في هذه الطبعة بعد تقديم كل من المغرب وموريطانيا إعتذارا كتابيا عن المشاركة، و قدم الأطفال المشاركون عرضا غنائيا في يوم الإفتتاح الرسمي للمخيم حيث تم تسجيل تجاوب منقطع النظير بين الأطفال. وعن احتضان الجزائر للتظاهرة للمرة الثانية على التوالي أكد محدثنا بأنه تم اختيارها لاحتضان الطبعة الثانية من المخيم الذي تؤطره الوكالة الوطنية للتسلية والشباب بناء على اتفاق البلدان المشاركة في الطبعة الماضية بعد نجاح هذه الأخيرة وإعجاب الوفود المشاركة بالتنظيم والتأطير والإيواء وكذالك النشاطات المبرمجة الخاصة بالجانب البيداغوجي والتربوي والترفيهي. من جانب آخر وحسب المديرالبيداغوجي للمخيم الذي انتظم هذه السنة تحت شعار"من أجل وحدة المغرب العربي" فإن البرنامج المسطر هذه السنة يتضمن عدة نشاطات ترفيهية وسياحية وثقافية ورياضية خلال فترات الصبيحة والمساء والسهرة، وتشمل حسب الترتيب الزمني خرجات للشواطئ وتنظيم ألعاب على الهواء الطلق وخرجات سياحية وتثقيفية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات ثقافية وعلمية وترفيهية، وسهرات فنية وثقافية، وخرجات ليلية، وتقديم عروض أفلام خاصة بالأطفال.
الوفد التونسي: "أحسسنا وكأننا في بلدنا تونس" وصف مرافق الوفد التونسي السيد الطاهر بن تركية في تصريح ل "المساء" المبادرة المغاربية الخاصة بتنظيم مخيم مغاربي للأطفال بالآلية التي من شأنها تدعيم أواصر التقارب والأخوة بين الأشقاء في دول المغرب العربي، وربط الصلة بين الأطفال الذين هم في الأصل حسبه رمزا للشجرة المثمرة التي تعطي ثمارا طيبة، وعليه فإن غرس المحبة بينهم من شأنه ضمان جيل مغاربي متواصل ومتكامل يضمن استمرار تواصل شعوب المنطقة واتحاد المغرب العربي،أما عن البرنامج المعتمد خلال هذه الطبعة أكد محدثنا بأنه يهدف إلى غرس مبادئ هامة منها حب المغرب العربي والبيئة وغرس روح المواطنة، وأعرب محدثنا عن إعجابه بالجزائر وبشعبها الذي وصفه بالمضياف الذي لقي منه وفده كل الترحيب منذ أن حط أفراده بأرض الجزائر. و يضم الوفد التونسي 25 فردًا منهم 20 طفلاً من المنظمة الوطنية للطفولة التونسية وبالتحديد المكتب المحلي بزعوان وهم أعضاء بنادي العزوزية، وحسب السيد بلال الجبالي مديرالنادي فإن المنظمة تعمل على غرس المبادئ السامية في الطفل وتشجعه على أن يكون عنصرًا فاعلاً في المجتمع، ويتم سنويا فتح المجال للأطفال للإستفادة من مثل هذه التظاهرات منها المخيم المغاربي للطفولة. الأطفال من جهتهم أكدوا لنا بأن الفرصة التي قادتهم إلى الجزائر هي ثمينة ومن شانها فتح المجال للأطفال المشاركين من مختلف الدول المغاربية للتعرف على عادات مختلف الشعوب المنتمية للفضاء المغاربي. و حسب الطفل مغر العبيدي (15 سنة) فإنه يعتبر الجزائر بلده الثاني ومشاركته في هذا المخيم سمحت له بربط علاقات مع إخوة من ليبيا والجزائر، كما ستكون الفرصة متاحة له ولغيره لإكتشاف ما يميز كل بلد من عادات وتقاليد. و حسب الطفل سوس بن حسين (12 سنة) فإن الغاية من المشاركة في هذا المخيم هي التعرف على الأطفال القادمين من ليبيا وأطفال الجزائر، مضيفا بأن المخيم عبارة عن فضاء للتعارف والاستكشاف. من جانبه أكد الطفل فراس رقيز(11 سنة) إعجابه بالمخيم واعتبره فرصة ثمينة للتعرف على أناس آخرين، كما أنه بالنسبة له مجال لربط أواصر التآخي بين الإخوة المغاربة وهو الأمر الذي يشاطره فيه كل من الطفل محمد شاذلي بن تركية (9 سنوات) والطفلة ألفة الغابي (13 سنة) اللذان أكدا فرحتهما بالمجيء إلى الجزائر.
الوفد الليبي: "المخيم ملتقى للتعارف والأخوة" يضم الوفد الليبي حسب المشرفة عليه السيدة فاطمة يوسف النهوني 20 فردًا منهم 17 طفلاً قدموا من جميع أنحاء الجماهيرية، وتم حسب محدثتنا التي تمثل إدارة رعاية الطفولة قسم الأنشطة والبرامج التابعة للجنة الشعبية العامة للشؤون الإجتماعية اختيارالأطفال من كل شعبية من الجماهيرية من المتميزين في مجالات الشعر والرسم والعزف على الآلات الموسيقية، وهم من الحائزين على الترتيب الأول في المسابقات المنظمة في مختلف المجالات بالجماهيرية. وتؤكد محدثتنا إعجابها بالبرنامج المسطر من قبل منظمي المخيم وهو حسبها برنامج متكامل يضم ورشات تنشيط تعود بالفائدة على الأطفال، كما أن هذا الفضاء من شأنه فسح المجال للتبادل الثقافي وربط أواصر الأخوة بين أطفال الشعوب المغاربية التي يجمعها تاريخ واحد، مضيفة بأنها تزورالجزائر لأول مرة وأحست وكأنها في بلدها. و حسب الطفل مسعود محمد شريحة (14سنة) فإن المخيم منحه فرصة ربط علاقات جديدة مع أطفال من الجزائروتونس، مضيفا بأنه يتمنى أن أبقى على اتصال مع أصدقائه الجدد، كما يتمنى الطفل مالك مصطفى الشويهي (14سنة) مثلما عبر لنا عنه أن يعود مرة أخرى لزيارة الجزائر التي أعجبته كثيرا على حد قوله، وهو الآن يحمل ذكريات جميلة عن المواقع التي زارها منها منطقة سيدي فرج. و حسب الطفل أيوب سليمان (14 سنة) فإن كل شيء متوفر في المخيم الذي هو ملتقى للتعارف وتبادل المعارف بين أطفال شعوب المغرب العربي الكبير التي هي في الأصل شعب واحد يضيف محدثنا.