قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تهديم عدد من مستشفيات البناء الجاهز لتعويضها بأخرى جديدة، بعد أن أصبحت لا تفي بالغرض، بسبب حالة الاهتراء المتقدمة التي توجد عليها منذ سنوات، ومع ذلك، فهي لا تزال تعمل رغم تآكلها وعدم صلاحيتها للاستغلال. وسيشرع خلال السنة الجارية في عملية إعادة تأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية ال14 المتواجدة قصد جعلها في مستوى المقاييس المعمول بها عالميا. ويهدف قرار الوزارة هذا، إلى إعادة الاعتبار لهذه المرافق الاستشفائية المتواجدة عبر كامل التراب الوطني لتفعيل المنظومة الصحية وجعلها أكثر ملاءمة وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، وجاءت هذه المبادرة بعد معاينة قامت بها المصالح المعنية وتم من خلالها تصنيف المؤسسات الاستشفائية ذات البناء الجاهز إلى ثلاثة أصناف، المؤسسات الصالحة التي لا تزال قابلة للاستغلال رغم طول عمرها، والتي تستدعي بعض الترميم مع المؤسسات التي تعرف بعض الاهتراء إلا أنها قابلة للتصحيح وإعادة التأهيل، والصنف الثالث ذلك الذي يعرف حالة متقدمة جدا من الاهتراء والتي تستدعي إزالتها نهائيا وتعويضها.كما سيتم خلال السنة الجارية (2015) إنجاز عمليات إعادة تأهيل للمراكز الاستشفائية الجامعية ال14 المتواجدة عبر التراب الوطني بغرض جعلها تستجيب للمقاييس الدولية وهي العملية التي تتمثل في بناء مشاف (مصالح) مستقلة من الطراز العالي مؤطرة من طرف مختصين ذوي خبرة كبيرة. وسيتم تجهيز هذه المصالح، على غرار تلك التي تم تدشينها مؤخرا بالمركز الاستشفائي الجامعي لبني مسوس، كمصلحة الاستعجالات الجراحية ومصلحة استعجالات وفحوصات أمراض الأذن والأنف والحنجرة ومصلحة المناعة الطبية ووحدة التصوير المغناطيسي النووي، بأحدث التجهيزات التي توصلت إليها التكنولوجيا الحديثة على أن تكون المصالح التي ستتدعم بها المراكز الجامعية في إطار عملية إعادة التأهيل، مزودة بأحدث التجهيزات وهي مستقلة في إدارتها عن المستشفى الجامعي لتخفيف الضغط عن المراكز الاستشفائية الجامعية نفسها وخدمة للمواطن.وجاءت مشاريع وزارة الصحة، المتعلقة بإعادة تأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية من جهة وإعادة الاعتبار للمؤسسات الاستشفائة ذات البناء الجاهز من جهة أخرى، بعد أن أصبحت الأولى (المستشفيات الجامعية) تعرف ضغطا كبيرا بسبب توافد المرضى عليها من كل أنحاء الوطن، مما أثر سلبا على نوعية خدماتها فيما قررت الوزارة إزالة المؤسسات ذات البناء الجاهز بسبب قدمها، حيث انتهت صلاحية أغلبيتها وبعد شكاوى المواطنين الداعية إلى ضرورة التكفل بها. للإشارة، فإن المراكز الاستشفائية الجامعية ال14 الموزعة عبر الوطن بوضعها الحالي غير مطابقة نظرا لكونها موروثة عن الاستعمار وهي مستشفيات عادية إلا أن الحاجة الوطنية في تلك الفترة أدت بالسلطات إلى اتخاذها كمراكز جامعية خدمة للمواطن ولتلبية الحاجيات الوطنية في مجال الصحة.