كشفت عملية دراسة ملفات العائلات المعوزة ببلدية سطيف العديد من الفضائح التي ميزت عهدة المجلس البلدي السابق المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والتضامنية، لاسيما قفة رمضان التي تكلف خزينة البلدية سنويا مليارات من الدنانير غير خاضعة للمراقبة، فحسب السيد عبد الوهاب زواوي نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي المكلف بالقضايا الاجتماعية والتضامن فإن مصالحه قامت بدراسة تحسبا لشهر رمضان المبارك تتعلق بإحصاء العائلات المعوزة بالاعتماد على ملفات المستفيدين من قفة رمضان السنة الماضية، خلصت فيها إلى وجود نقائص بالجملة وراءها المسؤولون المكلفون بالعملية حيث تم التوصل إلى تحديد 5160 مستفيد من أصل 13500 قفة وزعت السنة الماضية، فيما تبقى وجهة الكمية المتبقية المقدرة بأزيد من 8300 قفة مجهولة لا أثر لها، ولعل أبرز ما يؤكد التلاعبات التي كانت تشهدها عملية توزيع قفة رمضان كل سنة، استفادة كل نائب من المجلس السابق مع حلول شهر رمضان من ثلاثين قفة أي ما يقارب الألف قفة تذهب لغير مستحقيها، بالإضافة إلى أشخاص استفادوا من العملية تبين أنهم متوفون منذ سنوات، ناهيك عن الظروف التي تتم بها عملية التوزيع بطريقة عشوائية داخل مقر البلدية الذي يشهد طيلة الشهر طوابير لا متناهية تنعكس سلبا على مهام باقي المصالح التي تجبر على غلق مكاتبها.. وبهدف تفادي جميع الانزلاقات التي ميزت العملية خلال السنوات المنقضية، عكفت المصالح المعنية هذه السنة على إعادة النظر في العديد من الأمور التي لها صلة بالعملية، لاسيما المتعلقة بملفات المستفيدين، حيث قامت المصالح المذكورة بإجراء تحقيقات إدارية مدققة بإرسال قائمة المستفيدين للسنة الماضية إلى بعض الهيئات على غرار الصندوق الوطني للمعاشات الذي كشف عن أسماء لمستفيدين يتجاوز دخلهم الشهري 30 ألف دينار، كما لجأت نفس المصالح إلى ضبط سلم يتم على أساسه تحديد المعوز الذي يقدم شهادة عدم العمل بالنسبة للبطالين، بالإضافة إلى شهادة أجر لا يتجاوز العشرة ألاف دينار شهريا بالنسبة للموظفين، العملية خلصت إلى وجود 4142 معوز مقيم داخل تراب البلدية، وفي هذا السياق كشف السيد عبد الوهاب زواوي عن تخصيص المجلس غلاف مالي يقدر ب 2،2 مليار سنتيم موجهة لمختلف العمليات التضامنية خلال شهر رمضان المقبل موجهة للعائلات المعوزة، هذا المبلغ يستغل لتوزيع 4140 قفة رمضان عبر تسعة مراكز متواجدة بالحي الشعبي طانجة، 1006 مسكن، حي المعدومين الخمسة، إلى جانب التجمعات السكنية على غرار عين الطريق، شوف لكداد، فرماتو والحاسي، بالإضافة إلى فتح أربعة مراكز إفطار لعابري السبيل تسهر على تقديم أزيد من ألف وجبة ساخنة يوميا.