تعتزم وكالة الإشعاع الثقافي بالتنسيق مع المدرسة العليا للفنون الجميلة للجزائر في الفترة الممتدة بين 19 فيفري و19 مارس القادم، تنظيم معرض تحت شعار ”د'ارت” بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة، وهذا على بهدف ترويج الفنون البصرية والمواهب الشبابية المتخرجة من المدرسة العليا للفنون الجميلة. وستشكل دار عبد اللطيف فضاء لعرض أعمال وإبداعات شباب جزائري، بحيث سيتم تسليط الضوء على الفن المعاصر وفن التصوير والفنون التشكيلية، وستحتضن دار عبد اللطيف بهذا المعرض الذي يعتبر في طبعته الاولى، كل من ياسر عامر ودويبي سعاد وبلقيس سارو سرغوة وكريم نزيم تيدافي وفاطمة شافع وعدلان سامت وياسمين بورويلة. واعتبرت وكالة الإشعاع الثقافي معرض ”د'ارت”، مشروع جديد سنتبه ويهتم بأعمال فنية لشباب يعدون من أخر خريجي مدرسة الفنون الجميلة، كما يهدف المشروع الثقافي الفني، إلى إعادة الروح بدار عبد اللطيف التي تعد في السنوات والعقود الفارطة مركزا وقطبا ثقافيا، احتضن العديد من الفنانين، على غرار فنانين تشكيلين ورسامين ومصممين وشعراء وأدباء، خاصة في عهد التواجد العثماني بالجزائر، بحيث تذكر المصادر التاريخية أن كبار الفقهاء والمثقفين في العهد العثماني بالجزائر كانوا من زائريها، ونذكر منهم سيدي محمد بن الشاهد والشاعر سيدي أحمد بن عمار وغيرهم، وتحولت دار عبد اللطيف في العهد الاستعماري إلى ورشة للفنانين التشكيليين، حيث ارتبط اسمها بكبار الفنانين التشكيليين على غرار ”أوجين دولاكروا” و”أوجين فرومنتين”، وهما من كبار الفنانين التشكيليين المرتبطين بفن الاستشراق التشكيلي، ونشير ايضا الى الفنان ”شارل دوفران” الذي يعتبر من كبار الفنانين التكعيبيين. وتعد ”دار عبد اللطيف”، الواقعة في أعالي الجزائر العاصمة وفي أسفل مقام الشهيد، من أجمل الدور في الجزائر ككل، بحيث بنيت أسفل غابة ”الأركاد” المحاذية لمقام الشهيد، وتشكل مرجع في الهندسة المعمارية القديمة بالجزائر ومعلما مصنفا ضمن التراث الوطني، كما هي نموذج من نماذج الإقامات الصيفية التي كانت مفضلة لدى أعيان إيالة الجزائر، وفي يومنا هذا تقيم وكالة الإشعاع الثقافي بالجزائر بدار عبد اللطيف، بحيث تعد مقرها الثقافي. وحظيت دار عبد اللطيف في سنة 2006 بعملية ترميم أشرفت عليها وزارة الثقافة، لتستعيد بعدها رونقها وجمالها، وأصبحت من جديد إقامة للإبداع وفضاء ثقافي، ونشير إلى إنه تم اكتشاف خلال عملية الترميم التي انتهت سنة 2008 نظام للسقي التقليدي يشبه نظام السقي ”الفوغارة” بالجنوب الغربي للجزائر وتحديدا بواحة الساورة ببشار وأدرار.