يشتكي سكان بلدية صوامع الواقعة شرق ولاية تيزي وزو، من أزمة ماء خانقة وحادة على مدار أيام السنة، والتي تزداد حدة مع حلول فصل الصيف؛ فرغم ربط المنطقة انطلاقا من سد تاقسبت، فإن المنطقة لاتزال تتخبط في أزمة العطش، كما تواجهن مشكلة غياب الأمن وانتشار الإجرام بسبب افتقارهما لمنشاة أمنية. وحسبما أكد المير السيد محند بوختوش ل «المساء»، فإن البلدية تعمل على حل أزمة الماء الحادة التي تواجهها، من خلال نقل انشغالات المواطنين إلى مؤسسة «الجزائرية للمياه» وكذا مركز للأمن الحضري وغيرها من الانشغالات لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين. ... وأفاد «المير» بأن البلدية تشهد إنجاز عدة مشاريع يُنتظر استلامها وتدشين العديد منها في عيد الاستقلال وتمس عدة قطاعات، منها دار الشباب بصوامع مركز، ملحقة إدارية وكذا نصب تذكاري يخلّد أسماء شهداء الثورة بقرية أومذان، كما سيتم بقرية آث زلال وضع حجر الأساس لإنجاز مطعم مدرسي جديد بابتدائية قرية آث زلال، الذي يضمن إلى جانب المطعم القديم، تقديم وجبات للتلاميذ وكذا تدشين فضاء للعب، فيما سيتم تدشين قاعة علاج بقرية تجلت. كما سيتم تدشين مكتبة البلدية بوسط البلدية، والملعب البلدي بقرية أغلان وفضائين للعب بقريتي إيقر وآث سيدي اعمر وثانوية بصوامع. مركز متقدم للحماية والسكن الريفي ذكر «المير» أن بلدية صوامع استفادت من عدة مشاريع جديدة يُنتظر انطلاق أشغالها قريبا، منها عدة مشاريع بمنطقة أغلان، كمركز للتكوين المهني، مركز متقدم للحماية المدنية بنفس الموقع ومشروع 150 مسكنا اجتماعيا، وهي الحصة التي تبقى قليلة أمام الطلب الكبير الذي تسجله البلدية، مشيرا إلى أن برنامج البناء الريفي بات الحل الوحيد للمواطنين للحصول على مسكن في غياب أنماط أخرى كالتساهمي والترقوي، حيث لقي إقبالا كبيرا في الوقت الذي يسجَّل عرض قليل؛ إذ حظيت البلدية في 2014 بحصة قدرها 240 مساعدة، تم توزيعها في فيفري الماضي، وإن توزيع حصة قليلة مقابل طلب كبير ليس بالأمر السهل، لكن تم توزيعها بشكل يضمن لكل قرية حقها من البرنامج.
الغاز يغطي 70 بالمائة ومشكل الكهرباء الريفية يبحث عن حل وأفاد مصدرنا بأنه تجري حاليا بصوامع أشغال تعميم شبكة الغاز الطبيعي، حيث تم ربط 5 قرى في انتظار مثل ذلك، ويُنتظر أن تدخل هذه الطاقة حيز الاستغلال في الخامس جويلية. وستودّع العديد من العائلات معاناة اقتناء قارورات غاز البوتان على مستوى كل من قرية إغلان، إيقر وغيرهما، مشيرا إلى أن نسبة التغطية حاليا تقدَّر ب 70 بالمائة، وهذا نظرا للكثافة السكانية الموجودة بالقرى الخمس التي تم ربطها، مشيرا إلى أن المشكل المطروح الآن يتعلق بالكهرباء الريفية، التي لا تتماشى مع الإنجازات المحققة في عملية الربط بالغاز، وأن هناك أحياء موصولة بشبكة الغاز، لكنها تفتقر للكهرباء، مما يستوجب ربطها بهذه الطاقة، خاصة أن هناك أحياء يتجاوز عددها 300 منزل، تنتظر هذه الطاقة.
أزمة ماء طول السنة ولا نقص في شبكة التطهير وبشأن أزمة الماء الخانقة التي يواجهها سكان البلدية، أفاد محدثنا بأن ذلك يبقى حاصلا رغم أن سد تاقسبت الذي تم ربط المنطقة انطلاقا منه، فاض من زيادة منسوبه، والسبب هو سوء التسيير المطروح على مستوى «الجزائرية للمياه» بدائرة مقلع، حيث أن هذه المادة الحيوية تزور حنفيات قرى بلدية صوامع مرة كل 10 أيام، مضيفا أن لجان القرى احتجت مرارا ورفضت حتى دفع الفواتير بسبب المشكلة المطروحة على مدار أيام السنة، خاصة في فصل الصيف. وبالنسبة لشبكة الصرف قال «المير» إن البلدية تتكفل بإنجاز شبكات الصرف، لكنها من خلال توسع عدد السكنات الريفية التي أصبحت تنمو كالفطريات، فإن الإمكانيات غير كافية لتلبية جميع الطلبات المودعة، وهي تسعى لإنجاز أكبر قدر ممكن من العمليات، خاصة أن نسبة إنجاز أشغال الربط بشبكات الماء والصرف تقارب 80 بالمائة، والرقم مرشح للارتفاع.
البلدية تخصص 4 ملايير للتهيئة وبشأن برنامج التهيئة الحضرية، يقول السيد بوختوش إن البرنامج تأخر كثيرا في التجسيد رغم إعلانه منذ سنوات، حيث تمت الموافقة على الجزء الثاني من البرنامج في 2008، وإلى حد اليوم لم ير النور، فيما يشتكي المواطنون ويطالبون بتهيئة الوسط الحضري. وأمام هذا الإلحاح اضطرت البلدية إلى تخصيص جزء من ميزانية البرنامج البلدي للتنمية لسنة 2015 الذي استفادت في إطاره صوامع من غلاف مالي هام قُدّر ب 4 ملايير، من أجل تنفيذ بعض الأشغال بعد اليأس من التكفل به من طرف مديرية البناء والعمران، حيث قررت البلدية إنجاز الأشغال على مراحل؛ ففي كل سنة يتم التكفل بجزء من الأشغال إلى غاية إنجازها كلية.