يشكل موسم الاصطياف مصدر قلق للعديد من الهيئات العمومية، على غرار مصالح الشرطة والحماية المدنية، وكذا مديرية الغابات بالنظر إلى ارتفاع حصيلة حوادث السير وحالات الغرق وحرائق الغابات، لذا ارتأت مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع كل من مصالح الغابات والأمن المبادرة إلى تنظيم أبواب مفتوحة للتوعية والتحسيس، أملا في موسم اصطياف هادئ ومريح. احتضن المركز الثقافي "مصطفى كاتب" مؤخرا، فعاليات الأبواب المفتوحة استعدادا لاستقبال موسم الاصطياف، حيث عملت كل من مديرية الغابات والأمن الوطني ومصالح الحماية المدنية على استحضار كل التجهيزات والمعدات المستخدمة في عمليات التدخل والإنقاذ، إلى جانب تعليق بعض الإحصائيات وتوزيع بعض المطويات التي تحمل نصائح إرشادية لتفادي الغرق وتجنب الحرائق والحد من حوادث السير، وقد عرفت الأبواب المفتوحة استحسان الوافدين عليها، حسب بعض من احتكت بهم "المساء"، إذ أكدوا أن التحسيس يظل دائما محطة لتذكير الأنفس ببعض البديهيات والأبجديات. غياب التحضر والإهمال وراء حرائق الغابات تسعى مديرية الغابات لولاية الجزائر، حسب السيدة بن عباد مسؤولة مكتب الحماية، إلى استقبال موسم الاصطياف مبكرا من خلال تهيئة الغابات بما يسمى بمخطط حماية الغابات من الحرائق، حيث تقول؛ "يتم تجهيز نقاط المياه التي يتم الاعتماد عليها لإطفاء الحرائق، مع تهيئة نقاط المراقبة التي يتم عن طريقها الإشارة إلى وجود الحرائق، كما يتم تحضير شبكات التواصل الموجودة في مديرية الغابات لاستقبال الاتصالات والتبليغات عن وجود الحرائق، ناهيك عن تحضير الشاحنات الحاملة لصهاريج الماء". وأرجعت مسؤولة مكتب الحماية أسباب الحرائق التي تحدث على مستوى الغابات إلى أن الغابات الموجودة على مستوى ولاية الجزائر مفتوحة لعامة الناس، ومن هنا يظهر الإشكال، حيث نلمس تقول "غياب الحس البيئي للمواطنين بمعنى أنهم غير متحضرين، إذ يلقون نفاياتهم في أي مكان، ممثلة في بقايا الطعام والأكياس البلاستيكية وأعقاب السجائر وقارورات الزجاج، والأفظع من ذلك أن البعض منهم يشعل نارا للطبخ عليها ويتركها موقدة، مثلما حدث السنة المنصرمة، حيث قصدت بعض العائلات الغابة لتحضير شواء لحم عيد الأضحى، وتم تسجيل 20 حالة حريق، وتردف: "خطورة النفايات التي تلقى، خاصة الزجاج، تعتبر من مصادر اشتعال النيران، خاصة أن موسم الصيف يعرف بحرارته المرتفعة، وهو ما يقودني إلى القول بأن بعض المواطنين لا يزالون بحاجة إلى المزيد من التوعية والتحسيس". وفي ردها على سؤالنا حول نسبة الحرائق المسجلة خلال السنة المنصرمة، جاء على لسان محدثتنا أن الحرائق أتلفت 16 هكتارا في غضون 5 أشهر، لذا ارتأينا تضيف "من خلال هذه الأبواب المفتوحة لفت الانتباه إلى خطورة بعض التصرفات المرتبطة بإلقاء النفايات، وأهمية الحرص على الغابة كونها تظل متنفسا للراحة والاستجمام، وفي هذا الإطار بالتحديد نشجع عملية المساهمة في غرس الأشجار عوض حرقها". حوادث الغرق سببها السباحة في الأماكن غير المسموح بها ارتباط موسم الاصطياف بالبحر الذي يعتبر الوجهة المفضلة لأغلب المواطنين، يدفع بمصالح الحماية المدنية للاستعداد مبكرا، يقول الملازم الأول ابن خلف الله من مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، بالنظر إلى الحصيلة التي يجري تسجيلها سنويا لحالات الغرق التي تسفر عن تسجيل العديد من الوفيات، من أجل هذا، رغبنا من خلال هذه الأبواب تقديم جملة من النصائح والإرشادات المرتبطة تحديدا بالعوم، بحكم أن عددا كبيرا من الشباب تحديدا يختارون دائما السباحة في الأماكن التي تمنع فيها السباحة. يتمثل دورنا، يقول الملازم الأول في الإرشاد والنصح والتدخل لتقديم الإسعافات الأولية وفي رأيي هناك وعي مجتمعي بما ينبغي تجنبه، وما يجب التقيد به عند اختيار الاستجمام بالبحر، غير أن التحسيس يظل دائما مهما، مشيرا إلى أن مصالح الحماية المدنية تبدأ عادة نشاطها من الفاتح جوان، ولعل أول الأعمال التي نقوم بها يضيف "هي التأكيد على ضرورة عدم السباحة في الأماكن الممنوعة، ناهيك عن طلب العون من فرق الحماية الموجودة بالشواطئ وتقديم بعض المعلومات حول كيفية تقديم الإسعافات الأولية في حال حدوث غرق، في انتظار وصول فرق الحماية المدنية". وبلغة الأرقام، جاء على لسان محدثنا أنه بالرجوع إلى سنة 2014 بلغ عدد الغرقى الذين تم إنقاذهم 1248، فيما تم إسعاف 1744 مصطاف، وتم نقل 344 شخصا إلى المصالح الاستشفائية. إرهاب الطرق يزداد حدة في موسم الاصطياف إذا كانت كل من مديرية الغابات ومصالح الحماية المدنية تستعد لاستقبال موسم الاصطياف بالشروع في حملات التحسيس، فإن مصالح الأمن هي الأخرى تفتتح موسم الاصطياف بمضاعفة فرق المراقبة والتدخل، إلى جانب إطالة ساعات العمل إلى وقت متأخر من الليل، لا سيما أن إرهاب الطرق يعرف وتيرة متصاعدة في المجتمع الجزائري، يقول الملازم الأول للشرطة، السيد عبد الرزاق داود ويضيف: "بالرجوع إلى الإحصائيات التي يجري تسجيلها، فإن السبب الأول لحوادث المرور هو العامل البشري بالدرجة الأولى، وهو ما تشير إليه الأرقام التي تم إحصاؤها سنة 2014، حيث يحتل فيها تهور الناس واعتماد السرعة المفرطة المرتبة الأولى ب1129 حادثا على مستوى أمن ولاية الجزائر، وبحكم أن موسم الاصطياف هو الفترة التي يكثر فيها تردد العائلات على الغابات والبحر أو مختلف أماكن التسلية والترفيه، فلكم أن تتصوروا حجم الزحام والقلق الذي ينتاب البعض ويلجأون إلى اعتماد السرعة وارتكاب بعض التجاوزات الخطيرة التي كثيرا ما تخلف حوادث مميتة"، مشيرا إلى أن حوادث المرور التي يتسبب فيها الذكور البالغون كبيرة بالمقارنة مع تلك التي تتسبب فيها الإناث البالغات.