تستقبل حديقة "الحرية" الواقعة في أحضان ذاكرة المدينة الساحلية الجميلة، تيبازة، والمتمثلة في الآثار الرومانية التي تزخر بها من جهة، والشواطئ الجميلة التي امتزجت زرقتها باخضرارالأشجار المحاطة بها من جهة أخرى، تستقبل مئات العائلات القادمة من المناطق المجاورة وحتى الولايات الأخرى، التي لم تمنع المسافات الطويلة سكانها من زيارتها. وتعتبر حديقة "الحرية" من أجمل الحدائق المنتشرة عبر الوطن، فهي إضافة إلى أنها شاسعة ومتوفرة على جميع المرافق، تجمع بين اخضرار الأشجار وزرقة البحر الذي تطل عليه من الجهة الخلفية، مما يضفي على ذلك المكان منظرا سحريا. وبإمكان زائر المكان أن يتمتع بالإضافة إلى الهواء النقي والمناظر الخلابة، بالعديد من الخدمات التي تسمح له بقضاء يوم قد لا ينساه. وتتوفر الحديقة التي تتربع على حوالي ستة هكتارات، على 6 مطاعم تقدم مختلف الوجبات حتى الخفيفة منها والمشروبات والمثلجات التي يكثر الطلب عليها في هذا الفصل.. كما توجد بها حظيرتان للسيارات، إضافة إلى ثلاثة فضاءات مهيأة لألعاب الأطفال ورياضة كرة القدم، تستقبل المئات من الزوار خاصة خلال فصلي الربيع والصيف. عند دخولنا الحديقة، صادفنا عشرات الأطفال وهم يتناولون وجبة الغذاء في الهواء الطلق، وعلمنا بعد استفسارنا أنهم أطفال المخيمات الصيفية التي تحتضنها مدينة تيبازة، يفضل مؤطروهم في كل مرة تناول وجبة الغذاء بهذه الحديقة، واستغلال الفرصة للاسترخاء بعد زيارة بعض المرافق والمواقع السياحية، وعلى رأسها مختلف الآثار الرومانية التي تزخر بها ولاية تيبازة ومتحف الآثار بتيبازة غير البعيد عن الحديقة.. وقد أكد بعض الأطفال الذين حاورناهم بعين المكان، أن اللحظات التي يقضونها في هذه الحديقة ومدينة تيبازة بصفة عامة، لا يمكن أن تنسى، خاصة وأن أغلبهم قدموا من منطقة الجنوب وغير معتادين على مثل هذه المناظر السياحية الساحلية. وأكد أحد مسؤولي الأمن بحديقة الحرية، أن إدارة الحديقة سطرت عدة مشاريع من شأنها أن تجعل هذا الفضاء أكثر ثراء، خاصة وأن المساحة المتوفرة غير مستغلة كلية علما أن إدارة الحديقة اقترحت إقامة مخيم صيفي داخل هذه الحديقة، وإضافة بعض الألعاب والمرافق التي ستضيف نشاطات إضافية للزائر، وهو اقتراح في محله خاصة وأننا اكتشفنا بأنفسنا أن المشي في عمق الحديقة بين الأشجار العالية ولعشرات الأمتار، يؤدي مباشرة إلى البحر. وما لاحظناه بحديقة الحرية هذه السنة، هو توفر الأمن بصفة كلية كما سجلنا تحسنا ملحوظا من حيث النظافة والخدمات المقدمة مقارنة بالسنة الماضية.. علما أن الحديقة تتوفر على بعض المحلات الصغيرة تسمح للزائر باقتناء ما يحتاجه من الأغراض والمواد الغذائية والمشروبات.