أكد العقيد الليبي، معمر القذافي، أمس، بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده، أن مرحلة الخلافات مع الولاياتالمتحدة قد طويت بصفة نهائية.وقال العقيد القذافي بمناسبة الاحتفالات بعيد الثورة المصادف ليوم الإطاحة بالملك إدريس السنوسي في الفاتح من سبتمبر سنة 1969 إن "ملف النزاع مع الولاياتالمتحدة قد طوي بصفة نهائية وأن العلاقة مع أمريكا أصبحت علاقة صداقة وإن كنا لا نرى أن من الضروري أن نرشّح أنفسنا لنكون أصدقاء لها فالمهم أن تكون العلاقة بين بلدينا بدون "اعتداءات ولا إرهاب ولا حروب ولا تفجيرات ولا غارات". وأضاف "ليس من مصلحتنا معاداة دولة مثل الولاياتالمتحدة" في إشارة الى الاتهامات التي طبعت علاقات البلدين منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وقال الرئيس الليبي أمام ممثلي مؤتمر الشعب الليبي بمدينة بنغازي التي شهدت الاحتفالات بعيد الثورة هذه السنة أن كل ما نريده أن يتركونا لحالنا في إشارة الى الولاياتالمتحدة ومعظم الدول الغربية الأخرى. ولم يفوت الرئيس معمر القذافي المناسبة في الثناء على الدور الذي لعبته الإمارات العربية وقطر في تهيئة الأجواء بين البلدين وتطبيع العلاقات بين واشنطنوطرابلس. وجاءت تصريحات العقيد الليبي عشية الزيارة التاريخية التي ينتظر أن تشرع فيها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى طرابلس، الأسبوع القادم، لترسيم العلاقات وطي صفحة خلافات عمّرت منذ تولي القذافي السلطة قبل أربعة عقود. وتعد زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية الأولى من نوعها لمسؤول سامي أمريكي إلى ليبيا منذ عقود بعد خلافات حادة بين الولاياتالمتحدة وليبيا وخاصة منذ الغارات الأمريكية على ليبيا سنة 1986 وكذا تفجيرات طائرة "بانام" الأمريكية فوق أجواء قرية لوكيربي الأسكتلندية في 1989. وبدأ ذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية الليبية بعد توقيع البلدين في منتصف الشهر الماضي على اتفاق قبلت من خلاله طرابلس تعويض ضحايا الطائرة الأمريكية. ولكن علاقة الود بين البلدين بدأت مباشرة بعد أن فاجأ الرئيس الليبي العالم بقراره القاضي بتفكيك برنامجه النووي وتسليم كل منشآته ومعداته التكنولوجية إلى الولاياتالمتحدة وتأكيد استعداد بلاده فتح أبواب منشآتها أمام المفتشين الأمريكيين للتأكد من صدق نواياه من خلال هذه الخطوة. وأحيت السلطات الليبية منذ السبت الماضي الاحتفالات السنوية بذكرى اعتلاء العقيد القذافي السلطة في ليبيا بمدينة بنغازي، أكد خلالها إلغاء اعتماد نظام الإدارة بداية من العام القادم بعد أن اتهم موظفيها بتعاطي الرشوة والاستحواذ على ريوع النفط. وقال الرئيس الليبي إنه باستثناء وزارات السيادة مثل الأمن والدفاع والشؤون الخارجية والعدل، فإن كل الوزارات الأخرى سيتم حلها رغم إقرارها على أن ذلك سيؤدي الى فوضى عارمة خلال السنتين الأوليين. ولكن الأمور ستعود إلى نصابها بالتدريج بعد أن يتأقلم المواطنون بشكل جيد مع الوضع الجديد. وأكد الرئيس الليبي أن توزيع ريوع مبيعات البترول إلى سيتم توزيعها على المواطنين الليبيين بصفة مباشرة. وقال الرئيس الليبي في خطابه بهذه المناسبة "إن كل مواطن ليبي سيحصل على نصيبه من عائدات النفط وله كامل الحرية في أن يتصرف فيه كيفما شاء".