تزينت إحدى المساحات الشاغرة المحاذية لشارع مصطفى بن بولعيد في قلب العاصمة، وتحولت الى لوحة طبيعية تسحر الأنظار، رسمها باعة النباتات التزيينية الذين كانوا يعرضون سلعهم بالقرب من البريد المركزي خلال موسم الاصطياف، وقامت بلدية الجزائر الوسطى التي استغلت المكان الذي كان يؤمه بعض المنحرفين، بتسهيل نشاط الباعة ال 13 ليكونوا خلال شهر رمضان قبلة الزوار خاصة في الليل. وفي زيارتنا للمعرض، وجدنا نائب رئيس البلدية المكلف بالشؤون الاجتماعية والمحيط، السيد عبد الحكيم بطاش، منهمكا في تنظيم المكان وحث عمال البلدية، وكذا عمال مؤسسة تنمية المساحات الخضراء (أوديفال)، على استكمال آخر الروتوشات لغرس مئات الشتلات والنباتات التزيينية، التي توجد أيضا ضمن معروضات الباعة. وذكر لنا السيد بطاش، أن المكان كان قبلة للمنحرفين الذين يلوثون المكان ويزرعون الرعب ويضفون على المكان مسحة منفردة. مشيرا إلى أن النجاح الذين حققه المعرض بالقرب من البريد المركزي، دفع البلدية إلى تكراره بالمساحة الجديدة، وبذلك تكون بلدية الجزائر الوسطى قد أصابت عصفورين بحجر واحد، وهي أنها استغلت المكان المهجور وحولته الى جنة خضراء يبعث على الراحة ويجلب الاستحسان، كما وفرت معرضا آخر ونشاطا تجاريا يكرس ثقافة الاهتمام بالنباتات والإقبال على شرائها. ومنذ الساعات الأولى من افتتاح المعرض أول أمس، طاف به العديد من الزبائن، خاصة عشاق النباتات وأكثرهم النسوة، لكن الإقبال يبقى محتشما نظرا للمكان الذي لا يشهد حركة كبيرة كالتي تسجل بشارع العربي بن مهيدي ابتداء من البريد المركزي، وفي هذا السياق، ذكر لنا بعض العارضين أنه من الصعب الحصول على الاقبال الذي تحقق بالبريد المركزي، لكن يأملون أن تعم الحركة المكان، خاصة خلال السهرة التي يخرج فيها للتنزه والتبضع. ورغم أن العارضين استحسنوا مبادرة بلدية الجزائر الوسطى بتوفير فضاء تجاري لهم، إلا أن بعضهم اشتكى من تصرفات بعض المنحرفين الذين لا يزالون يرتادون المكان ويجلبون معهم قارورات الخمر ليتعاطوها ليلا "إننا نخاف على أنفسنا ومعروضاتنا من هؤلاء المنحرفين" قال أحد التجار. مضيفا: " نطلب من المصالح الأمنية معاينة المكان وتخليصنا من شباب ينفرون الزبائن ويعتدون على الغير". وأشار عارض آخر إلى أن السكان المجاورين بشارع مصطفى بن بولعيد وأحمد شايب، استحسنوا المعرض، لأنه أضفى جمالا طبيعيا يريح الأبصار ويجلب الأنظار، ويصنع حركة بالمكان الذي كان شاغرا لا يملؤه إلا المنحرفون بتصرفاتهم الطائشة.. وطالب عارض آخر مصالح بلدية الجزائر الوسطى بأن تكمل مبادرتها الحسنة في تثبيت التجار بالمكان ومساعدتهم في نصب محلات ذات جدران صلبة وشفافة، بما يتلاءم وطبيعة بعض النباتات التي لا تحتمل البرودة والأخرى التي تحتاج إلى الضوء. للإشارة، فإن باعة النباتات التزيينية يعترفون بأن هناك اهتماما كبيرا من طرف المواطنين بعالم النباتات ومصادرها وكيفية الاعتناء بها، وحسب مصادرنا، فإن النباتات الطبيعية لا يمكن أن تضاهيها الأخرى الاصطناعية مهما تفنن الصناعيون في إنتاجها.