افتتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله، يوم الخميس، سلسلة الحلقات الفكرية الرمضانية التي تشرع في تنظيمها المكتبة الوطنية (الحامة)، بمناسبة حلول الشهر الفضيل، والتي تضم عددا من المحاضرات الفكرية ينشطها باحثون جزائريون، عرب وأجانب. وزير الشؤون الدينية تحدث بالمناسبة، عن التقاليد الثقافية عند العرب خلال شهر رمضان، حيث توقف عند مختلف الظواهر الاجتماعية والثقافية، التي تميز سهرات الشهر الكريم لدى سائر الدول العربية بشكل عام والجزائر بشكل خاص.. محدثا نوعا من المقارنة بين الأمس واليوم. ضيف المكتبة الوطنية، الذي يفتتح حلقات المكتبة الوطنية الرمضانية للسنة الثانية على التوالي، أكد أن الشعوب العربية والجزائر بشكل خاص، كانت تحيي ليالي الشهر بقراءة القرآن وتدبر آياته، وتنظم حلقات الذكر والاجتماع لأفراد الأسر والاصدقاء والأهل والجيران، تشمل التسامح والاستماع للقصص والحكايات الشعبية التي كانت ترويها الجدات وتبادل أطراف الحديث.. وقد كان لذلك حسب الوزير دور هام في تقوية الروابط الاجتماعية وتنمية القدرات البشرية، وتنشئة الشباب تنشئة دينية تقوم على حب الوطن والجماعة.. لكن اليوم يقول غلام الله، تغيرت الأمور مع تطور وسائل الاتصال، لاسيما التلفزيون الذي أصبحت قنواته تتنافس على استقطاب الجمهور عبر برامجها المختلفة والمسلسلات التي تنتجها، هذا الأمر قلص مساحة الاتصال بين أفراد الاسرة الواحدة وغربهم عن بعضهم البعض.. وإضعاف هذه الروابط الاجتماعية يقول ضيف المكتبة هو الذي أفقد الشباب الجزائري الشعور بحب الوطن وتمسكهم به وشعورهم بالحاجة إليه، واهتمامهم بثقافته ودينه وحتى جغرافيته، فلم يعد يفكر إلا في الهروب. يذكر أن استضافة وزير الشؤون الدينية تندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الفكرية التي تعودت المكتبة على تنظيمها خلال شهر رمضان، والتي ستتناول هذه السنة، حسب مديرها، أمين الزاوي، ثلاثة محاور أساسية، هي المثاقفة، حوار الحضارات وتعايش الأديان، وذلك بمشاركة العديد من الباحثين، على غرار مصطفى شريف، علي الكنز، سالم الماوشي من لبنان، حسن حنفي من مصر ومحمد أعزب من باريس.