تحل الفنانة الجزائرية سعاد ماسي في العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة ضمن المهرجان الدولي السابع للجاز، المرتقب تنظيمه من 15 إلى 18 أكتوبر المقبل. وتسجل ممثلة الجزائر في هذا الحدث حضورها إلى جانب عدد من الفنانين وفرق موسيقية يمثلون 13 بلدا، حيث ستشرف على إقامة حفل اختتام المهرجان. ستقدّم ماسي مجموعة من أغاني ألبومها الجديد "المتكلمون" الصادر في أفريل الماضي، والذي يضم عشر أغاني متنوعة وثرية بتعدد ثقافاتها الموسيقية، والمستوحاة من قصائد أشهر الشعراء العرب القدامى والمعاصرين؛ من زهير بن أبي سلمى وامرئ القيس، مرورا بالمتنبي ووصولا إلى أبي القاسم الشابي وأحمد مطر. وقد شاركها في هذا الألبوم الخامس لها العديد من الموسيقيين المعروفين، على غرار عازف الطبل مختار سامبا، وعازف العود والبانجو والماندولين حميد جوري والعازف على الباص غيي نسانغي، والعازف على البيانو دومينيك بيروز، بالإضافة إلى لجان فرانسوا كيلنر على القيتار. وتُعد ماسي من الأصوات الآسرة القادمة من شمال إفريقيا بموسيقاها التي تجمع بين مختلف الطبوع الغربية، بما فيها الروك والفلامينكو، وبين موسيقى البوب "العربية" وطابع الشعبي الذي نشأت في أحضانه. ومن بين الفنانين والفرق التي ستنشّط فعاليات هذا المهرجان السنوي أليزا رودريغير (البرتغال) وماكيكو هيراباياشي (اليابان) ونصير شمة (العراق) وفرقة بوب مغرب (المغرب) وآخرين سيقدّمون، إلى جانب الجاز، أنواعا موسيقية أخرى، على غرار الجاز روك والفيوجن والوورلد جاز. ويُعد "المتكلمون" ألبوم العودة لسعاد ماسي بعد غياب دام 5 أعوام عن الساحة الفنية، وهو عمل فني يكرّم الشعر العربي القديم والمعاصر؛ إذ استغلت عددا من النصوص لكبار الشعراء العرب. وقد كشفت الفنانة المتألقة سعاد ماسي عبر قناتها الخاصة على اليوتوب وصفحتها الرسمية على الفايسبوك، أن الألبوم الجديد يُعد تكريما للشعراء العرب الكلاسيكيين المعاصرين منهم والقدامى، وأخذت نصوصا عن المتنبي وزهير بن أبي سلمى والشاعر العراقي المنفي أحمد مطر، والذي قالت عنه إنها عرفته حديثا، وإيليا أبو ماضي وأبو القاسم الشابي وغيرهم. وأكدت أنها اختارت قصيدة لقيس بن الملوح المعروف بمجنون ليلى، وهو نص عزيز على قلب سعاد ماسي، بعنوان "تذكرت ليلى"، لتقدمه على شكل كليب يروّج لألبومها الجديد. وعلى سنّتها المؤكدة، تمزج الفنانة سعاد ماسي أغانيها بالموسيقى الإفريقية والموسيقى العاصمية القريبة من الشعبي، وكذا بالموسيقى العالمية، على غرار الفولك والروك، وستجمّل هذه المرة موسيقاها بنصوص شعرية معروفة لأشهر الشعراء العرب، وهو ما يعكس، بحق، ولع الفنانة بالأدب العربي. ومن خلال "المتكلمون" كثفت ماسي من استغلال نصوص شعراء عرب مشهورين، برزوا في مختلف الحقب والأزمنة، هي محاولة لخلق انسجام فني بين الشعر العربي والموسيقى النابعة من الغرب بلمسة جزائرية ساحرة رغم قوة وصعوبة أشعار المتنبي مثلا، والصعوبة تتمثل في الأوزان والألفاظ والمعاني التي تختلف عن العصر الحالي، وتقديمها على طبق موسيقي في طابع الفولك أو الروك يُعد، بحق، مغامرة فنية بديعة. يُذكر أن آخر ألبوم لسعاد صدر سنة 2010 عنوانه "حرية"، وكانت لها إطلالة أولى في السينما العام المنصرم عبر الفيلم الفلسطيني "عيون حرامية" للمخرجة نجوى نجار، حيث تقمصت دور البطولة، إلى جانب الممثل المصري خالد أو النجا. ويضم رصيد سعاد ماسي الفني أربعة ألبومات، الأول صدر في 2001 عنوانه "الراوي"، والثاني في 2003 بعنوان "داب"، والثالث "مسك الليل" أطلقته في 2005، وفي 2010 أصدرت "حرية" الذي تزامن مع بدء الثورات العربية، وسيكون ألبوم "المتكلمون" خامس عمل يوشح مسار الفنانة. ويهدف مهرجان القاهرة الدولي للجاز - الذي تأسس في 2009 - إلى "التعريف أكثر بموسيقى الجاز في مصر، وتطوير الساحة الموسيقية المصرية عبر التفاعل مع الفنانين الأجانب، وتبادل الخبرات والاشتراك في مشاريع فنية معهم"، وفقا للقائمين عليه.تعليق الصورة: