استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس بالجزائر العاصمة، الوزيرة الفرنسية للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة، السيدة سيغولان روايال، حسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول، والذي أوضح أن "اللقاء سمح بتناول بعض المسائل ذات الاهتمام المشترك وبحث وضع علاقات التعاون لا سيما في مجالي البيئة والتنمية المستدامة". وحسب البيان فقد "تقرر تكثيف المبادلات بهدف إضفاء حركية جديدة على هذا التعاون في إطار تطوير الاقتصاد الأخضر". وأضاف أن المسؤولين "استعرضا وجهتي نظرهما وانشغالاتهما إزاء التطورات المتعلقة بالمسائل البيئية، وذلك تحسبا لانعقاد الندوة الثانية للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية المزمع تنظيمها من 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر 2015 بباريس". وجرى الاستقبال بحضور وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري. وكان الأخير قد أكد أول أمس، أن الجزائر تريد دعما ماليا وتكنولوجيا من المجتمع الدولي من أجل تجسيد برنامجها في تخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ومكافحة ظاهرة ارتفاع حرارة المناخ. وصرح الوزير للصحافة عقب الاجتماع الذي أجراه مع الوزيرة الفرنسية للبيئة والتنمية المستدامة والطاقة، سيغولان روايال، أن "الجزائر التزمت في مجال مكافحة ارتفاع حرارة المناخ وهي على استعداد لتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أنها تنتظر الدعم من المجتمع الدولي على المستوى المالي والتكنولوجي والمهارات". وتتواجد السيدة روايال، بالجزائر منذ الجمعة في زيارة تدوم يومين في إطار التحضير للندوة الدولية ال21 حول التغير المناخي المرتقبة بباريس في شهر ديسمبر المقبل. وأشار السيد نوري، في هذا الصدد إلى التزامات الجزائر في ميدان مكافحة التغيرات المناخية وتأثيرها. ويتعلق الأمر بشكل أساسي -حسب الوزير- بتقليص انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 7 إلى 22 %، مضيفا أن الجزائر التزمت بتحقيق هذا الهدف. أما الالتزام الثاني -كما أضاف- فيتمثل في تقليص استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 9 %، والرفع من حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء بنسبة 27 % في آفاق 2030. كما ذكر السيد نوري، ببرنامج تحويل أكثر من مليون سيارة خفيفة إلى وقود غاز البترول المميع، وأكثر من 20000 حافلة إلى الغاز الطبيعي المضغوط، وكذا برنامج السكنات ذات الفعالية الطاقوية العالية. وأضاف الوزير أن "هذا البرنامج الطموح سيتم تحقيقه حتى النهاية إذا توفرت الشروط، ونأمل أن تكون لنا الإمكانيات الضرورية لاستكمال هذه الأعمال". روايال تصف زيارتها للجزائر بالمكثفة والمثمرة: فرنسا بحاجة إلى الجزائر لإنجاح قمّة باريس للمناخ أكدت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة، سيغولان روايال، أنه رغم قصر زيارتها للجزائر، إلا أنها كانت "مكثفة" و"مثمرة"، من خلال اللقاءات التي جمعتها برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول عبد المالك سلال، فضلا عن أعضاء من الطاقم الحكومي. وكشفت عن وجود "إرادة" لدى السلطات الجزائرية العليا، و«التزام" لمساعدة فرنسا من أجل إنجاح قمّة باريس للمناخ المرتقب تنظيمها في نهاية السنة. وقالت السيدة روايال، في ندوة صحفية عقدتها أمس، بالجزائر، في نهاية زيارتها للجزائر التي دامت يومين، أن هذه اللقاءات سمحت لها بتقديم شكرها للسلطات الجزائرية على التزامها لدعم فرنسا في سعيها لإنجاح قمّة باريس، وأضافت أن فرنسا بحاجة إلى دعم "بلد كبير مثل الجزائر" من أجل إنجاح قمّة باريس، مشيرة إلى أن تقديم الجزائر اقتراحاتها المتعلقة بالشأن البيئي في شهر سبتمبر الماضي، "إشارة قوية"، لاسيما بالنسبة لبلد منتج للنفط. واعتبرت ذلك دلالة على امتلاك الجزائر لرؤية مستقبلية في إطار مايسمى ب«الانتقال البيئي" أو الانتقال الطاقوي"، مضيفة أن سعي الجزائر لضمان 30 بالمائة من استهلاكها الطاقوي من الطاقات المتجددة في آفاق 2030 يعد برنامجا طموحا. وحسب السيدة روايال، فإن هناك مجالات شراكة عديدة يمكن تطويرها بين الجزائروفرنسا في المجال البيئي، أهمها استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل محطات تحلية المياه وتخزين الطاقات المتجددة، إضافة إلى إمكانية تطوير تعاونهما في مجالات الفلاحة وتسيير المياه ومعالجة النفايات وتطهير المياه والحماية البيئية للبحر الأبيض المتوسط. وإذ ذكرت المسؤولة الفرنسية بمجمل الأخطار والأضرار التي جرها الاحتباس الحراري على الكرة الأرضية، أشارت إلى أن الجزائر ليست بمنأى عن هذه الأخطار، خاصة بالذكر مشكل صعود مياه البحر، وتآكل الشواطئ. وهو ما حملها على التشديد على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين. وعن سؤال حول الأضرار البيئية التي خلّفتها التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، ردت السيدة روايال، بأنها لا تملك معطيات عن الموضوع وأنها لم تتطرق إليه مع المسؤولين الجزائريين، مشيرة إلى أنها "تسجل هذا السؤال" من أجل تعميق معلوماتها حول هذه المسألة.