تعرف أسواق الخضر والفواكه وبعض نقاط البيع على حواف الطرق الوطنية، التي يلجأ إليها باعة الرمان المتجولون في ولاية المسيلة، وفرة في هذه الفاكهة، لكنه سرعان ما يصطدم المواطن بنوعيتها الرديئة بعد أن يكون قد اقتناها بما لا يقل عن 100 دج للكيلوغرام. فالرمان المسوق في الموسم الفلاحي الحالي يتميز بتلف حباته وتحولها إلى لون أسود، إما بتشققه أو تفتحه ليظهر اللب بحباته الحمراء، فالحالة الأولى، كما يقول مدير المصالح الفلاحية للولاية السيد عز الدين بولفراخ، تتميز باسوداد لب الرمان وسببها راجع إما لعدم علاج الشجرة وظهور فطريات تؤدي إلى التلف أو تخزين الفاكهة بصورة غير ملائمة. أما تشقق حبات الرمان فسببه يعود حسبه - إلى لجوء الفلاحين إلى السقي غير المنتظم وفي فترات لا ينصح بسقيه أثناءها وإلا سيؤدي ذلك إلى تلف حبات هذه الفاكهة. ويحبذ مستهلكو فاكهة الرمان اقتناء الحبات المفتوحة لسبب بسيط هو أنها غالبا ما تكون غير تالفة، فيما قد لا يحالف الحظ أغلب المشترين لحبات الرمان الكاملة غير المتشققة ويجدونها تخفي ما لا يظهر، أي سوداء من الداخل، صفراء مائلة إلى الاحمرار من الخارج. ورغم رداءة النوعية، ليس من ناحية حجم حبات الرمان، بل بسبب تلفها أو تشققها، فإن الأسعار لا تزال مرتفعة، إذ تتراوح بين 100 و150 دج للكيلوغرام الواحد، مقابل ما لا يقل عن 40 دج خلال سنة 2011. ويعود هذا الارتفاع في الأسعار، وفقا لمديرية التجارة بالولاية، إلى وجود وسطاء يعمدون إلى رفع السعر غير أن ذلك ليس عاملا وحيدا، بل قد يتسبب ارتفاع الطلب على الرمان باعتبارها فاكهة موسمية في ارتفاع الأسعار. وذكر نفس المتحدث أن مصالح التجارة لا يمكنها التدخل بخصوص ما إذا وجد الزبون حبات الرمان تالفة من الداخل، لأنه ببساطة لا ذنب للبائع بالتجزئة ولا نظيره بالجملة. للإشارة، فإن مصالح الفلاحة في ولاية المسيلة قدرت الإنتاج المحلي بما لا يقل عن 90 ألف قنطار سنويا، وهو إنتاج معتبر ويقترب من أن يتصدر المنتجات الفلاحية في الولاية، رغم أن هذه الأخيرة تتجه حاليا إلى منتجات إستراتيجية أخرى، على غرار اللحوم بنوعيها والحليب والمشمش والجزر. ورغم ذلك، فإن نفس المصالح تقر بوجود عدد كبير من الفلاحين الذين يقدمون على غرس أشجار الرمان حول بساتينهم لإنتاج فاكهتها من جهة، والطابع الجمالي الذي تظفيه أشجاره بزهورها الحمراء الكبيرة من ناحية أخرى، إلى جانب استعمالها كمصدات فعالة للرياح. وخلافا لباقي الفواكه الأخرى، من بينها المشمش، فإنه يمكن تخزين الرمان لمدة طويلة قد تستغرق شهرا دون أن يتلف، شرط ألا يكون مصابا بالفطريات، كما أن إنتاجه يأخذ منحى تصاعديا في ولاية الحضنة، حيث من المرتقب أن تتوسع المساحة المخصصة لإنتاج هذا النوع من الفاكهة إلى ما لا يقل عن 200 هكتار في غضون السنتين المقبلتين، استنادا لمديرية المصالح الفلاحية. ومن المنتظر أن تتطور شجرة الرمان من شجرة هامشية إلى أساسية، حسبما يؤكده بعض منتجي الرمان ببلدية سيدي عامر (جنوب غرب المسيلة) التي تشتهر منذ القديم بإنتاج هذا النوع من الفواكه. فالفلاحون وبالنظر إلى العديد من العوامل، من بينها الإنتاج المستمر لشجرة الرمان وعائدها المالي الهام، أصبحوا يكثفون من عملية غرسها لتنتقل من شجرة على هامش البستان كسياج إلى شجرة بقلب البستان ومن بين هؤلاء، كما صرح به نفس المصدر، من تخلى عن أشجار مثمرة أخرى، على غرار المشمش ليركز على الرمان. من جهة أخرى، ووفقا لمعطيات ميدانية بأسواق الخضر والفواكه، على غرار بانيو ببلدية المعاريف وأولاد دراج والكدية في الولاية والهامل وامجدل ومناعة، فإن موسم جني الرمان وتسويقه يسمح بفتح مناصب شغل مؤقتة لفائدة المئات من الشباب البطالين كيد عاملة في نقل وبيع هذه الفاكهة بالتجزئة وبالجملة. وحسب هؤلاء، فإن فترة بيع الرمان تعتبر طويلة إذ تتعدى الشهرين منذ بدء عملية الجني، حيث ثبت بأنها فاكهة لا تتلف بسرعة، مما شجع التجار على الإقبال عليها، عكس المشمش الذي لا تتعدى فترة صلاحيته بعد الجني، أسبوعا على أكثر تقدير.