زار رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي أمس مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غداة تحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في تأكيد على استرجاع سلطة الدولة العراقية على هذه المدينة التي استولى عليها التنظيم الإرهابي منذ العام الماضي. وقال العبادي في كلمة بمناسبة تحرير الجيش العراقي للرمادي إنه "إذا كان عام 2015 عام التحرير، فسيكون عام 2016 وعام الانتصار النهائي وعام إنهاء وجود "داعش" على أرض العراق وأرض الرافدين وعام الهزيمة الكبرى والنهائية ل "داعش". واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن استرجاع الرمادي من قبضة "داعش" سيكون الطريق لتحرير الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق والتي كانت أول مدينة عراقية سقطت في يد التنظيم المتطرف شهر جوان 2014، وأعلن منها أبو بكر البغدادي الذي يقود التنظيم الإرهابي إقامة ما أسماها ب«الخلافة". وأثار تحرير الرمادي ترحيبا دوليا واسعا، حيث اعتبرته مختلف القوى العظمى خطوة كبيرة في إطار القضاء على التنظيمات الإرهابية المتطرفة. وفي هذا السياق، أشاد وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، بجهود الحكومة العراقية على التقدم الذي حققته في استعادة السيطرة على المدينة وقال إن "طرد عناصر "داعش" على يد قوات الأمن العراقي يمثل خطوة كبيرة للأمام في الحملة الرامية لهزيمة هذا التنظيم البربري". وأضاف أنه "من المهم الآن أن تنتهز الحكومة العراقية الفرصة لحفظ السلام في الرمادي ومنع عودة الإرهابيين والمتطرفين وتسهيل عودة السكان إلى المدينة". والموقف نفسه عبر عنه وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند الذي هنأ الحكومة العراقية على هذا الانجاز واعتبره واحدا في سلسلة من خسائر "داعش" الكبيرة. وقال إن "هؤلاء الإرهابيين المتوحشين خسروا 30 بالمائة من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق". وأضاف "سنواصل دعم الحكومة العراقية في سعيها لاستعادة الأمن والحكم وتأمين الخدمات التي يحتاج إليها سكان الرمادي عند عودتهم إلى مدينتهم". من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند استعادة القوات العراقية لمدينة الرمادي غرب بغداد هي "الانتصار الأهم" حتى اليوم في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. في نفس الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الألماني، فرانك والتر شتاينماير أن ما حققته القوات العراقية "يظهر مجددا إمكانية التغلب على تنظيم داعش". كما أشاد يان كوبيش، رئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق "يونامي" بتحرير مدينة الرمادي، مؤكدا أن الشعب العراقي يثبت بتحرير الرمادي إمكانية هزيمة الإرهاب. بالتزامن مع ذلك، عثرت القوات الأمنية العراقية أمس على مقبرة جماعية تعود لمنتسبين في القوات الأمنية والعسكرية غرب مدينة الموصل شمال العراق. وقال مصدر أمني أن سكان بلدة بادوش عثروا على مقبرة جماعية ضمت رفات 70 شخصا جميعهم من منتسبي الجيش والشرطة بحسب البطاقات التي كانت معهم.