يواصل المبعوث الاممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، مساعيه الحثيثة لإقناع مختلف أطراف الأزمة السورية للمشاركة في محادثات السلام التي تسعى الأممالمتحدة إطلاقها في 25 جانفي الجاري بمدينة جنيف السويسرية. ولهذا الغرض، سيعود المبعوث الاممي هذا السبت الى العاصمة دمشق للقاء المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم وزير الخارجية وليد المعلم للتحضير لمفاوضات السلام المزمع عقدها بين الحكومة والمعارضة السوريتين للتوصل إلى مخرج سلمي لصراع مستمر منذ قرابة الخمس سنوات خلف حصيلة دامية تجاوزت عتبة 250 ألف قتيل. ولكن تحرك دي مستورا جاء هذه المرة في وقت جد متوتر بسبب الأزمة الدبلوماسية المندلعة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهو ما جعله يقرر التوجه إلى العاصمة الرياض وبعدها طهران ضمن محاولة لضمان عدم تأثير هذه الأزمة على مساعيه الرامية لجمع الفرقاء السوريين الى طاولة حوار واحدة. وكان لزاما على ديمستورا وهو الذي عبر عن انشغاله العميق لاندلاع مثل هذه الأزمة الدبلوماسية التنقل الى هاتين العاصمتين لما لهما من تأثير في الأزمة السورية باعتبار أن كل واحدة منها تدعم طرف معين في مواجهة الطرف الآخر. حتى أنه أعرب عن مخاوفه للتداعيات السلبية التي قد يخلفها التصعيد الحالي بين الرياضوطهران على منطقة أنهكتها الصراعات. وهي مخاوف حاولت المملكة العربية تبديدها على لسان سفيرها بالأممالمتحدة عبد الله المعلمي الذي أكد امس أن بلاده ستشارك في محادثات السلام يشأن سوريا واليمن رغم القطيعة مع إيران. وخلال تواجده بالرياض التقى المبعوث الاممي بسفراء الدول التي شاركت في اجتماعات فيينا الدولية وخصصت لإيجاد مخرج سياسي للازمة السورية. كما أجرى دي ميستورا محادثات مع ممثلين للمعارضة السورية بهدف التوافق حول موعد عقد المفاوضات وضبط وفدها الذي سيذهب إلى جنيف للمشاركة في هذه المفاوضات. يذكر أن الدول المشاركة في محادثات فيينا بما فيها إيران والسعودية كانت اتفقت شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين على جدول زمني في إطار الحل السياسي للنزاع السوري بعد أكثر من أربع سنوات على اجتماعات ولقاءات متنوعة لم تسفر عن أية نتيجة تذكر على مسار حلحلة الأزمة المستعصية في سوريا. وتبنى مجلس الأمن الدولي في 19 ديسمبر الماضي بالإجماع خارطة طريق لحل الأزمة السورية تبدأ بمفاوضات بين طرفي النزاع من نظام ومعارضة مع وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا. بالتزامن مع ذلك أعلنت أمس منظمة منع انتشار السلاح النووي عن التدمير الكلي لترسانة السلاح الكيماوي السوري بعد عامين من أول عملية نقل لأول دفعة من هذه الأسلحة خارج سوريا. وقالت المنظمة المشرفة على عملية التدمير إن كل الأسلحة المعلن عنها في عام 2013 تم تدميرها وكان أخرها تدمير 75 قنبلة هيدروجينية بتكساس بالولايات المتحدةالأمريكية.