من تأجيل إلى تأجيل تتبدّد حظوظ فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية في الحصول على ثقة برلمان طبرق التي تحتاجها لمباشرة مهامها في بلد مضطرب تصاعدت من حوله مؤشرات تدخل عسكري غربي وشيك بحجة مكافحة الإرهاب. وأجّل مجلس نواب طبرق مجددا جلسة التصويت لمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني الى الأسبوع القادم بعدما فشل امس في الالتئام بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد جلسة التصويت. وقال النائب محمد العباني إنه يتوجب حضور 89 نائبا لعقد الجلسة وهو ما لم يحدث امس مما اضطر رئيس الغرفة الى رفعها وإرجائها الى الأسبوع القادم. ويأتي هذا التأجيل رغم إعلان برلمان طبرق أول أمس انتهاءه من المناقشات التي كان شرع فيها منذ السبت الماضي بخصوص تشكيلة وبرنامج عمل حكومة الوفاق المكونة من 18 وزيرا وأكد استعداده لمنحها الثقة خلال الجلسة التي كان من المفروض أن تعقد امس. كما يأتي التأجيل رغم دعوة المبعوث الاممي الى ليبيا مارتن كوبلر أعضاء مجلس نواب طبرق لحضور الجلسة والتصويت بكل حرية ودون أي خوف أو ضغط على منح الثقة للحكومة الجديدة. واختلفت تعليقات النواب حول سبب الإرجاء، فبينما أكد النائب خليفة الدغاري الى وجود إشكاليات حول عقد الجلسة بسبب رغبة بعض النواب التصويت على تضمين الاتفاق السياسي المتوصل إليه شهر ديسمبر الماضي في الإعلان الدستوري لعام 2011 قبل التصويت على الحكومة قال زميله علي القايدي أن الخلافات بدأت عندما أبدى بعض النواب "تحفظات" على أعضاء في المجلس الرئاسي الليبي في وقت عارض فيه نواب آخرون برنامج الحكومة على خلفية "وجود نية لدى الحكومة توجيه دعوى لقوى أجنبية للقيام بتدخل عسكري لمواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية. ويبدو هذا الطرح الأخير الأقرب الى الواقع بالنظر الى تنامي مؤشرات التدخل العسكري في ليبيا بدليل إعلان ايطاليا فتح مجالها الجوي أمام طائرات الاستطلاع الأمريكية للقيام بضربات جوية ضد أهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" في ليبيا انطلاقا من الأراضي الايطالية. وقالت وزيرة الدفاع الايطالية روبيرتا بينوتي إنه يتوجب على الأمريكيين طلب موافقة حكومتنا في كل مرة يريدون فيها استخدام قاعدة "سيغونيلا" العسكرية الأمريكية المتواجدة بجزيرة صقلية. وكانت طائرات حربية أمريكية شنت الجمعة الماضي غارة جوية على بناية بمدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس قال البنتاغون إنها مركز تدريب تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" وخلفت مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا. واعتبر أن تكون تلك الضربة الجوية قد خلفت مقتل "نور الدين شوشان" الذي قدمه على انه احد أهم أعضاء التنظيم الإرهابي الذي يكون وراء التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا تونس صيف العام الماضي. ومع تصاعد مؤشرات تدخل عسكري وشيك في ليبيا أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده تعتزم احتضان اجتماع لدول الجوار الليبي في الأيام القليلة القادمة من أجل وضع تصورات "للتعاطي مع الأزمة الليبية والنظر في طرق مساعدة حكومة الوفاق على استثبات الأمن والاستقرار". وأشار الجهيناوي الى أن هذا اللقاء "سيبحث جميع سيناريوهات الأزمة وسيحدد مواقف هذه الأطراف من احتمالات التدخل العسكري في ليبيا".