جاء إلى بلادنا لإحياء أمسيات شعرية في إطار تظاهرة "الربيع الثقافي" في طبعته الأولى بقالمة، حيث أمتع الجمهور الحاضر بقصائد شعرية جميلة من ديوانه، قدّم خلالها قصائد من دواوين شعرية مختلفة وخاصة ديوان "خيام موريتانية" الذي أراد من خلاله تقديم صورة عن القصيدة الموريتانية، حيث عبّر سيدي ولد الأمجاد عن سعادته بمشاركته في الطبعة الأولى من هذه التظاهرة في الجزائر، فكانت له محطات شعرية في كل من تلمسان، تبسة، ورقلةوقالمة التي تتشرف بكون أول شاعر موريتاني يزورها ويحيي بها أول أمسية شعرية في هذه المدينة المضيافة.. "المساء" التقته وكانت هذه الدردشة... ❊ كيف تقدم نفسك؟ — أنا عضو في المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين وحاليا رئيس قطاع التعاون في التلفزيون الموريتاني، ومن شعراء موريتانيا المهتمين بدبلوماسية الشعر والثقافة الموريتانية. ❊ حدثنا عن زيارتك للجزائر ومشاركتك في تظاهرة "الربيع الثقافي" في طبعته الأولى؟ — سعدت بمشاركتي في تظاهرة "الربيع الثقافي" في طبعته الأولى، بدعوة من وزير الثقافة صديقي، عز الدين ميهوبي، وهي فرصة للتواصل عن قرب مع المشهد الأدبي والثقافي في الجزائر، وتمثل نشاطي في إلقاء محاضرة أمام الجمهور الأدبي والثقافي بالجزائر العاصمة حول الشعر الموريتاني الحديث والجيل الجديد في القصيدة الموريتانية، كما قمت بإحياء الأمسية الشعرية الأولى بالعاصمة، إلى جانب أصدقائي الشعراء العرب من مصر وتونس، بالإضافة إلى إلقاء أمسيات شعرية أخرى في كل من تلمسان، تبسة، ورقلة، قالمة وقسنطينة لاكتشاف الجزائر عن قرب. ❊ هل زرت الجزائر من قبل؟ — نعم.. زرت الجزائر من قبل والتقيت الرئيس السيد عبد العزيز بوتفليقة مع عدد من الأدباء والشعراء في 2001 في الجزائر، كما التقيت به سابقا في بيروت عندما كنت عضوا في الهيئة الاستشارية الأولى في مؤسسة الفكر العربي ببيروت، ولديّ مشاركة مستمرة داخل موريتانيا وخارجها في مهرجانات الشعر والثقافة. ❊ بين الجزائروموريتانيا جسور تواصل قوية، ما السر في ذلك من الجانب الثقافي؟ — بيننا جسور تواصل قوية، فنحن والجزائر عين واحدة في التاريخ والثقافة والمجتمع، وأعتقد أن هذه المهرجانات واللقاءات فرصة جيدة لتفعيل جسور التواصل للحركة الأدبية بين البلدين، نحن في موريتانيا نستقبل باستمرار شعراء من الجزائر في مختلف مهرجانات الشعر التي تقام هناك، آخرها هذا العام مهرجان الأدب الموريتاني الذي شارك فيه شعراء جزائريون منهم زبير دردوخ وآخرون، كما تتم دعوة الإعلاميين والكتاب لهذه التظاهرات. ومن خلال هذه الزيارة، سأكون سفيرا ثقافيا للجزائر في موريتانيا، وسوف أعمل على زيادة التواصل الثقافي إن شاء الله لأنني اكتشفت الجزائر الثقافية والعظيمة في مشروعها الاقتصادي والثقافي الطموح، ورأيت أشياء جميلة زادت من قريحتي الشعرية في هذا البلد الجميل، فأنا أحمل مودة وتحية بلاد مليون شاعر، فالجزائر بالذات في قلب كل موريتاني شنقيطي أصيل. ❊ ممن استلهم الشاعر سيدي ولد الأمجاد الشعر؟ — نحن عندنا في النظام التعليمي الثقافي الأول للطفل الموريتاني ما يسمى المحضرة أوالمدرسة التقليدية، وهو جهاز في تعليمه الثقافي في نشأته الأولى قبل المدارس النظامية، فيتم تحفيظ القرآن الكريم ثم تزويد التلميذ بحفظ الشعر القديم لتقوية ذخيرته اللغوية والثقافية، فيتقدم في الحياة الجديدة العصرية برصيد كبير من التراث الثقافي العربي، ولكن التجربة الشعرية بطبيعة الحال تم استلهامها من مختلف تجارب الشعر العربي الحديث، ونحن على اتصال بالقصيدة العربية في مختلف البلدان العربية وهناك اليوم القصيدة الحديثة في موريتانيا وهي الرهان الأساسي للشاعر الموريتاني الذي يحاول كل يوم تجاوز تجربته السابقة، وهناك حضور جيد للقصيدة الحديثة والتواصل مع مختلف الأسماء البارزة في القصيدة العربية المعاصرة، لقد زارنا في موريتانيا معظم الشعراء العرب الكبار مثل محمود درويش، عبد الوهاب البياتي رحمهما الله، نحن دائما في اتصال مع المشهد الأدبي والشعري العربيين ولكن الشعر هو الطيف الأول والكبير في موريتانيا. ❊ على ذكر القصيدة العربية، كيف تقيّم الشعر العربي بصفة عامة والمغاربي بصفة خاصة؟ — نحن على اتصال مباشر بتجارب القصيدة العربية والمغرب العربي، ونحن في موريتانيا أول من أقام المهرجان للشعر المغاربي في نواقشوط في 1988، وكان أول من ألقى في هذا المهرجان هو الشاعر الجزائري محمد الأخضر السائحي رحمه الله، ولذلك نحن على تواصل قريب بمعظم مهرجانات الشعر والشخصيات الشعرية من الجزائر، تونس، ليبيا والمغرب، نحن نود كما أشرت في سؤالك أن تنطلق السفينة المغاربية وأن يمتد هذا العطاء الأدبي في الساحة المغاربية بشكل عام. ❊ ماهي انطباعاتك عن زيارتك لمدينة قالمة؟ — قمت بجولة سياحية للمدينة الجذّابة قالمة، حيث زرت المسرح الروماني والحديقة العامة "كالاما"، اكتشفت أنني في مدينة تمثل ملتقى لحوار الثقافات والحضارات، وهذا مهم جدا للشاعر أن يكتشف الامتدادات التاريخية البشرية والثقافية، وقالمة أعتقد أنه بإمكانها أن تكون عاصمة الشعراء بهذه البلاد الجميلة. ❊ كلمة ختامية؟ — أحيّي الجزائر وجمهور الجزائر الثقافي الرائع الذي يواكب مختلف أمسياتي الشعرية مند انطلاقتي الأولى في العاصمة والمدن الأخرى.